كشف ميشيل نادر المدير الأول لحلول حماية البيانات في الشرق الأوسط وروسيا وإفريقيا وتركيا لدى دل تكنولوجيز، عن أنه في ظل اقتصاد اليوم الدائم والمتصل دائمًا، تتعرض الشركات للضغط من أجل تعزيز إستراتيجيتها للأمن السيبراني وتثبت لعملائها أن حماية البيانات أمر حاسم لاستراتيجية مشاركة العملاء.
أضاف قائلاً : علاوة على ذلك ، مع استمرار الاقتصاد العالمي في رقمنة العمليات وسلاسل التوريد والمعاملات التجارية وخدمات الموظفين والعملاء، من المتوقع أن تظل الهجمات السيبرانية أحد التهديدات الرئيسية التي تواجه العالم.
أشار إلى أن تقرير المخاطر العالمية لعام 2020 الصادرعن المنتدى الاقتصادي العالمي، كشف عن الهجمات الإلكترونية كثاني أكبر المخاطر العالمية التي تهدد الشركات في العقد المقبل.
أضاف أنه مع تزايد تطور أدوات الانترنت المظلم “الدارك نت” وتيسّر الوصول إليها، أصبحت الهجمات السيبرانية عابرة للحدود بشكل متزايد من خلال الاستفادة من القيود القضائية للسلطات الإقليمية، في مجال الأمن السيبراني، تظهر التهديدات والثغرات الجديدة بسرعة فائقة، ونظرًا لأن التقنيات الجديدة تتيح فرصًا للابتكار، فإننا نشهد المزيد من فقدان البيانات على نطاق واسع وزيادة هجمات برامج الفدية. لذلك تُعد خدمات مرونة الأعمال هي مفتاح النجاح.
قال التقرير ، إن الرد في الوقت الحقيقي على الهجمات الالكترونية قد فات أوانه بالفعل، تقتضي إدارة المخاطر خفة الحركة والتنسيق الشامل بين الشركات والاختبار لضمان الوعي، حيث يتعلق الأمر بالعمل الاستباقي وليس رد الفعل. تُعد خدمات المرونة الالكترونية أكثرأهمية من أي وقت مضى حيث تقوم الشركات المتوسطة الحجم بتقييم خطر تعرضها للهجمات، سواء على أيدي المجرمين أو بوصفها خسائر تبعية في الحرب السيبرانية.
أشار إلى أنه من الممكن أن يقضي أي فقدان للبيانات علىالمؤسسات غير المستعدة، بينما يأمل قادة الأعمال اليوم الإفلات من قائمة المستهدفين، ولكنها مسألة تتعلق “بحالة عدم حدوث ذلك”. وفقًا لدراسة دل تكنولوجيز لعام 2030 التي أجُريت تحت إشراف معهد المستقبل (IFTF)، قام 4600 من قادة الأعمال حول العالم بتصنيف مخاوف الأمن وخصوصية البيانات على انها العائق الأكثر إلحاحًا أمام التحول الرقمي الناجح. واعترف 51 ٪ منهم بأن لديهم تدابير غير فعالة للأمن السيبراني، بينما اعتقد 59 ٪ أن القوى العاملة لديهم ليست على دراية أمنية كافية.
أوضح التقرير أنه من الجدير بالاهتمام أيضًا ملاحظة أن الانتشار المتزايد لأجهزة إنترنت الأشياء يتسبب في ثغرات أمنية هائلة مما يمكن مجرمي الإنترنت من مضاعفة عدد اختراقات البيانات وسرقات الهوية كل عام في الشرق الأوسط على وجه التحديد، والسبب هو: بينما تسعى المزيد من المؤسسات إلى تنفيذ مبادرات التحول الرقمي، فإنها تواجه مخاطر جديدة ومعقدة تعمل على توسيع نطاق هجومها. لذلك، مع استمرار إدراج الأجهزة التي تدعم إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي في الأعمال التجارية، من الضروري ضمان أن تظل هذه الأجهزة المتصلة بالشبكة آمنة.
قال أنه في عصر البيانات الذي نعيشه اليوم، تتغير طريقة تفكير المؤسسات فيما يتعلّق بالبيانات وكيفية حمايتها وسبل تحقيق دخل منها، حيث تشكل البيانات عنصراً أساسياً بالنسبة للمؤسسات. كشف المؤشر العالمي لحماية البيانات 2020، الذي تصدره شركة دل تكنولوجيز، أن 86% من صانعي القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات في الإمارات العربية المتحدة يدركون القيمة المحتملة التي تحملها البيانات، ولكن على الرغم من هذه المخاطر، فإن المؤسسات ثقتها محدودة في حلول حماية البيانات الخاصة بها، حيث أشار 88٪ إلى أن حلول حماية البيانات الحالية لديهم لن تمكنهم من مواجهة تحديات الأعمال المستقبلية.
أشار إلى أن حماية مجموعة هائلة من البيانات ليست بالطبع مهمة سهلة على الإطلاق، خاصة في ظل نموها المستمر، ولكن يجب على جميع الشركات استيعاب ما هو حمض أعمالها النووي، وهو يمثل من 10 إلى 15 % من البيانات الهامة التي يجب حمايتها. يتطلب حماية الأعمال من المخاطر المتوقعة ومن فقدان البيانات الهامة خبرة في الأمن السيبراني ونهجًا يتسم بالمرونة والاستدامة.
كما يجب توعية الشركات بأن هذا الأمر لا يعد مشكلة تقنية فقط. ويمثل الجمع بين التكنولوجيا والأعمال المعنى الحقيقي للمرونة،كما إن الاعتماد على خبراء الإنترنت عندما يتعلق الأمر بالتخطيط والتنفيذ سيساعد الشركات على تحديد التطبيقات الرئيسية والوقت المستغرق لاستعادة البيانات والأهداف.
تحتاج كافة جهات الأعمال إلى معرفة أين تُحفظ بياناتهم وخدماتهم الحساسة واستيعاب المخاطر المحيطة. لفهم مستوى المخاطر، هناك حاجة لتبني نهج مرن ، لأن المخاطر تتغير كل يوم في ظل تغير الأعمال المستمر، لهذا السبب، تعد عمليات المسح المنتظم والتحليل ضرورية لفهم هذه التغييرات وتأثيرها.
أضاف أنه قد يدفع ذلك البعض إلى المبالغة في التحليل، أي الرغبة في انقاذ كل شئ، مثلما يحدث عندما نرغب في جلب متعلقاتنا الأساسية من المنزل عندما يحترق، يجب على الشركات أن تتبني نفس النهج وتتخذ القرار بشأن بياناتها الهامة فقط حتى يمكن حمايتها واستخدامها لاستعادة البيانات بعد ذلك.
يرى التقرير أن الخبر السار هو أنه يمكن تبسيط هذه العملية من خلال حماية البيانات وخدمات الأمن السيبراني التي تمكن المؤسسات من إنشاءسياسة تدفقات عمل آلية لنقل البيانات الهامة للأعمال إلى بيئة معزولة وتأمينها في أقل من خمس خطوات. يعرف ذلك بـ cyber-vault، وهو الحماية المطلقة للحمض النووي للشركات. في حالة وقوع هجوم ، ستساعد هذه البيانات الشركات على استعادة البيانات، وعند الاستجابة للحوادث السيبرانية والعمل على إعادة النظم والبيانات المهمة إلى الإنترنت، فإن الدقة والبساطة أمران مهمان. يجب أن تكون خطة استعادة البيانات السيبرانية مدمجة باستراتيجية الشركة وأن تتماشى مع إستراتيجيتها السحابية على مدى السنوات الخمس التالية.
كما أن الطريقة الأخرى للاستعداد بشكل أفضل هي تبسيط البيانات وإتاحتها وحمايتها من خلال الحد من المخاطر واستخدام الحلول الأمنية المتقدمة، مشيراً إلى إن سرعة الابتكار فتحت الأبواب لفرص جديدة، لكنها زادت المخاطر في الوقت نفسه، ولذلك، فإن وضع الاستراتيجيات الصحيحة يشكل عنصراً أساسياً لحماية هذه الأصول المهمة بالنسبة للمؤسسات، ولا بدّ لنا أن ندرك أنه وبغض النظر عن التهديدات التي تنتشر، لا يمكن لقادة الأعمال التغاضي عن دور الأمن وإدارة المخاطر في استراتيجيتهم الإجمالية. وإذا لم تستوعب المؤسسات أن حماية البيانات عنصر أساسي، ستتعرض المؤسسات لمواجهة مخاطر التي قد تسبب خسائر مالية شديدة. وبالنظر إلى المستقبل في عام 2020 ، تحتاج جميع الشركات إلى التفكير بهذه الطريقة وعدم افتراض أن مجرد امتلاك الأدوات المناسبة سيجعل المنظمة محصنة ضد هجوم مستهدف ومعقد. تتطلب الحلول الأمنية قدراً كافياً من الدعم من المديرين واستثمارًا في الموارد البشرية والعمليات التي تساعد على أن تعمل الأدوات الأمنية بفاعلية. كما أن أفضل طريقة للنجاح في عصر التحول الرقمي هي الاستثمار حقًا في المرونة السيبرانية من أجل سد الثغرات في هذه البيئة المتغيرة باستمرار.