الجمعة , 29 مارس 2024

حرب الشائعات فى مجتمع فيسبوكى لايقرأ

كتب محمد النجار

 

 لاسبيل للمعرفة إلا التعليم والقراءة ، ولاتستطيع أن تعطي حكماً مطلقاً علي الأشياء بمجرد نشر خبر لاتدرك مدي صحته وأبعاده ، المصيبة أن مصر بعد أحداث 25 يناير 2011 تحولت لمجتمع فيسبوكي بامتياز ، ولو قمنا باستقصاء سنجد أن مصر من أكثر الشعوب استخداماً للفيسبوك ، سواء كنسبة من السكان أو عدد الساعات التي يقضيها المستخدم لتصفح الفيسبوك .

ليست هذه المعضلة في حد ذاتها ، فكثير من الشعوب تستخدم الفيسبوك بغزارة ، المعضلة الحقيقية هي أن أغلب المصريين أصبحوا يستقوا معلوماتهم من الفيسبوك ، كأنها معلومات مؤكدة وحقائق دامغة لاتقبل الشك ، فأي خبر ينشر تجد آلاف من عمليات الشير والمتابعة ، وخصوصاً إذا كان الخبر سلبي ، أو يمس الحياة الشخصية لمواطن أو نجم من نجوم المجتمع ، وهنا الكارثة كمية مروعة من الجهل والتخلف في أغلب مناحي الحياة ، سواء اجتماعية أو دينية أو اقتصادية تنتشر انتشار النار في الهشيم .

جانب من انتشار هذه الشائعات هو ماتقوم به اللجان الالكترونية من مختلف الأطراف ، وبخاصة الجماعات الارهابية ، أو مخابرات دول أخري تهدف للسيطرة علي عقول المصريين وتوجيهها طبقاً لأغراضهم ، وحسناً فعل تويتر عندما قام بتصفية الحسابات الوهمية فتراجع عدد متابعي شخصيات من الملايين لعدة ألاف مثل خديجة بن قنة واردوغان وأمير قطر وغيرهم من العشرات ، واتمني أن يقوم الفيسبوك بنفس الخطوة ليكون لكل مواطن حساب واحد فقط معرف بشخصه بشكل واضح .

واستغلالاً لهذا أمر نشر أحد الجهلاء وكان يعمل في بنك ما ، خبراً كاذباً عن واحد من أفضل البنوك المصرية ، ورغم أن مايحتويه الخبر لايمثل شيئا بالنسبة لأكبر بنك تجاري قطاع خاص في مصر ، إلا أن الأمر يمس سمعة البنك وكتيبته الرائعه ، وانكشف الأمر بعد التحرك السريع من ادارة البنك لتوضيح الحقائق .

تبقي حقيقة مؤكدة أن البنك التجاري الدولي ، هو أفضل شركة قطاع خاص مصرية منذ تأسيسه ، وذلك طبقاً لحقائق مالية مجردة ، وحقيقة أخري أننا شعب لايقرأ ولايعرف ويكتفي بتبني أراء الآخرين ومايسمعه .. علينا أن نبدأ من التعليم وكيف نربي في أولادنا نعمة القراءة .

 

شاهد أيضاً

عبداللطيف رجب يكتب :«2024» .. والإلتزامات المالية !

على مدار أكثر من سنة ونصف .. تواجه الحكومة المصرية ضغوطاً بشأن قدرتها على توفير …