قال عدد من خبراء القطاع المصرفي، أن قطاع التجزئة المصرفية من أهم القطاعات بالبنوك ،والتي يكون لها نصيب كبير في المساهمه في تحقيق البنوك للأرباح، خاصة وأنه القطاع الذي يهتم بالتعامل مع القطاع العائلي “الأفراد” , لافيتن إلى أنه بلا شك فإن القطاع تأثر سلباً بسبب أزمة فيروس كورونا مثل باقي القطاعات والأنشطة المختلفة.
أشاروا إلى، أنه على الرغم من أزمة فيروس كورونا وتأثيرها على كافة الأنشطة ، إلا أن قرارات البنك المركزي ساهمت بشكل كبير في تقليل حدة ذلك التأثير، خاصة مبادرة تأجيل سداد الأقساط للعملاء , مؤكدين أن القطاع سيعود أكثر قوة خلال الفترة المقبلة لاسيما في ظل بدء إجراءات عودة الحياة والأنشطة المختلفة إلى طبيعتها تدريجياً.
أكدوا، أنه خلال الفترة الماضية ومع إنتشار فيروس كورونا، إرتفع التعامل من جانب عملاء البنوك من خلال القنوات الرقمية المصرفية للحصول على خدماتهم المختلفة , مشيرين إلى أن هذا أمر جيد سيكون له تأثير إيجابي في تعزيز تطبيق الشمول المالي.
الدكتور أحمد عبدالنبي مدير قطاع مخاطر الإئتمان بأحد البنوك , قال أن قطاع التجزئة المصرفية يعد من القطاعات الهامة والتي تعتمد عليها البنوك في تحقيق أرباحها , إلا أن هذا لا يعني إغفال باقي القطاعات الأخرى ، ولكن يبقي قطاع التجزئة المصرفية ذات طبيعة خاصة سواء عند البنوك أو الأفراد المتعاملين، خاصة وأن القطاع يتمير بالسرعة وكثرة التعامل من خلال الخدمات التي يتم تقديمها للعملاء، سواء كانت قروض شخصية أو سيارات أو فتح حسابات أو تمويلات عقارية وبطاقات إئتمانية وغيرها من الخدمات المتعددة.
أشار إلى، أن أزمة فيروس كورنا أثرت بشكل كبير على كل القطاعات والمستويات وليس القطاع المصرفي فقط أو قطاع التجزئة المصرفية ، بل طال التأثير كل القطاعات المختلفة والأنشطة الأخرى ، وبالتالي فأن تؤثر التجزئة المصرفية يعد أمراً طبيعياً، خاصة في تلك الظروف التي يشهدها العالم كله.
أوضح عبدالنبى، أن قرارات البنك المركزي التي أصدرها على مدار الشهرين الماضيين، كانت سبب قوي في تقليل حدة التأثير على قطاع التجزئة، والتي كان أهمها تأجيل سداد أقساط القروض والفوائد للبطاقات ، الأمر الذي ساهم في زيادة محافظ التجزئة بالقطاع المصرفي.
أضاف، أن قطاع التجزئة سرعان ما يعود إلى طبيعته خاصة مع إقتراب عودة كافة الأنشطة تدريجياً إلى طبيعتها ، ما يسهم في خلق طلب كثيف على خدمات التجزئة المصرفية , لاسيما مع تحسن التحول الإلكتروني، وتقديم الخدمات التكنولوجية والمنتجات الرقمية وزيادة الطلب على المنتجات وفتح حسابات جديدة، والحصول على تمويلات شخصية.
وليد ناجي الخبير المصرفي ومديرقطاع التجزئة بأحد البنوك العاملة في السوق المحلية، قال أن معدلات النمو الحالية لمحافظ التجزئة مشجعة جداً ومحفزة للقطاع المصرفي.
أشار إلى، أنه كان هناك إقبال كبير علي الشهادات مرتفعة العائد 15%، وأن الكثير من العملاء إتجهوا للحصول على قروض مضمنة للتلك الأوعية الإدخارية، بهدف خفض تكلفة التمويل، ما دفع إلى زيادة محافظ التجزئة بالبنوك.
كما أوضح ناجى ، أن تفشي فيروس كورونا سيوثرسلبيًا على كل القطاعات في البنوك، مدفوعًا لعزوف نسبة من العملاء عن الإقتراض حتي إستقرار الوضع الإقتصادي، مشيراً إلى أن قرار البنك المركزي بتأجيل سداد أقساط القروض دفع إلى زيادة محافظ التجزئة، كما عمل علي الحد نسبياً من تراجع تمويلات الأفراد خلال الفترة الأخيرة .
هاني عادل الخبير المصرفي , قال أن قطاع التجزئة المصرفية كان ومازال أحد أهم القطاعات المصرفية الأكثر ربحية للبنوك ،خاصة فى مجتمع مازال يسعى بخطوات قوية نحو نشر الثقافة المالية وتعزيز الشمول المالي , لافتاً إلى أنه رغم تأثر أعمال التجزئة المصرفية سلباً بظروف وباء كورونا ، شأنها فى ذلك شأن الكثير من القطاعات إلا أن أزمة كورونا حملت فى طياتها مزايا عديدة لقطاع التجزئة دون غيرها من القطاعات المصرفية المختلفة.
أضاف، أن الإجراءات الإحترازية التى أقرها البنك المركزى ، والتى تطبقها البنوك بالتزامن مع حرص شريحة كبيرة من العملاء على تقليل مرات زيارتهم لفروع البنوك، ساهمت بشكل كبير في زيادة الإقبال على القنوات الإلكترونية وزاد التعامل معها بشكل ملحوظ ، لاسيما وأن أغلب البنوك أقرت إجراءات ميسرة متطورة للإشتراك فى الخدمات المصرفية الرقمية للأفراد .
أوضح عادل، أن ما تحقق خلال الشهور الماضية من زيادة التعامل مع القنوات الرقمية المصرفية ، كانت تهدف إلى تطبيقة كافة البنوك سعياً وراء تعزيز الشمول المالي واستغرق تطبيق تلك الخدمات فترات طويله , إلا أن أزمة كورونا ساهمت بشكل كبير في إستـخدام تلك الخدمـات الرقمية .
أشار إلي، أن البنك المركزي لعب دوراً كبيراً في تقديم التيسيرات للعملاء من أجل تشجيعهم على التعامل الرقمي من أجل خفض معدلات الكثافه البشرية فى فروع البنوك , مؤكداً أن ذلك يصب بصورة مباشرة فى صالح تطوير أعمال التجزئة المصرفية على المدى المتوسط والبعيد , كما أن قطاع التجزئة المصرفية سيشهد مزيد من التطوير المعتمد على التقنيات الرقمية بوتيره أكثر تسارعاً مما كان متوقع قبل الأزمة
يأتى ذلك فى الوقت الذى ذكر فيه كريم سوس ، رئيس قطاع التجزئة المصرفية بالبنك الأهلى المصرى، في تصريحات سابقة له ، إن عدد عملاء البنك الجدد تزايد منذ بدء أزمة كورونا بمعدل ٤٣ ألف عميل بمتوسط ١٥٠٠ عميل جديد يومياً , وأن محفظة البنك الإلكترونية “الفون كاش” جذبت نحو 6 آلاف عميل جديد أى بمعدل ٢٠٠ عميل فى اليوم، بينما وصل إجمالى مبالغ العمليات التى تمت بإستخدام المحفظة الإلكترونية نحو2٠٠مليون جنيه ، بإجمالى 916 ألف عملية بمعدل 6 آلاف عملية يومياً.