الإثنين , 25 نوفمبر 2024

محمد النجار يكتب : المغفل والنصاب !

كتب محمد النجار

من أمثالنا الدارجة في الريف المصري “طول مافيه مغفلين ، النصابين بخير” ، ولاشك أن المثل معبر جداً عن الوضع عندما يمتزج الجهل بالحقوق، والصواب والخطأ مع غياب الثقافة الاقتصادية والمصرفية عند أغلب المصريين في التعامل مع حساباتهم المصرفية أو أي معلومات شخصية يجب الاحتفاظ بها بعيداً عن أعين العابثين واللصوص  .

وتعتبر مصر من الدول التي تنمو فيها الثقافة المالية في الوقت الحالي ، بعد أن عانت طويلاً من ابتعاد الناس عن التعامل مع البنوك في أي تعاملات ، وتفضيلهم الاحتفاظ بالكاش في البيوت ، ولكن التوجه نحو الشمول المالي بقيادة البنك المركزي أدي إلي تغيير هذه النظرة وزيادة الحسابات المصرفية ، وعدد البطاقات الائتمانية بأنواعها المختلفة مثل بطاقة ميزة وغيرها ، لقد بدأ التحول في المجتمع المصري وتغيير التوجه ، ورغم أن المشوار مازال طويلاً ، إلا أن هناك مؤشرات جيدة في زيادة التعاملات مع البنوك سواء من حيث عمليات الايداع أو الاقتراض أو استخدام البطاقات المصرفية ، وهو ما أدي إلي تأثير إيجابي علي الاقتصاد ككل ، وزيادة وتعميق قوة ومتانة الجهاز المصرفي .

وخلال الفترة الأخيرة قامت البنوك بحملات توعية ضخمة في كل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة لتوعية عملائها بحقوقهم لحمايتهم من عمليات النصب ، بعد أن قامت شبكة من النصابين بالاتصال بالعملاء والتظاهر علي أنهم من خدمة العملاء ويطلبون تحديث البيانات ، ومن ثم يستخدمون هذه المعلومات لسحب أرصدة العملاء ، والحمد لله أن الظاهرة لم تستفحل وتم اكتشافها مبكراً ، ومواجهتها بحملات توعية ضخمة للقضاء علي عمليات النصب تماماً .

وفي كل الأحوال يظل القطاع المصرفي في مصر من أكثر الجهات أمنا في حماية أموال العملاء ، وتحقيق أفضل العوائد وبمخاطر محدودة جداً بالمقارنة مع باقي القطاعات الأخري .

شاهد أيضاً

محمد النجار يكتب لـ بنوك اليوم : التضخم من جديد !

  ليس هناك عدو للإقتصاد ألد من التضخم ، ولذلك تضع البنوك المركزية في العالم …