بنوك اليوم إختار بنكك
يمثل الذهب مخزن للقيمة وأحد وسائل الإدخار المهمة ، وعلي فترات زمنية طويلة يحقق الذهب عوائد جيدة بإرتفاع قيمته ، رغم أنه ليس من الأصول الإستثمارية التي تحقق عائد ثابت ، إلا أنه وسيلة لحفظ قيمة المدخرات من الضغوط التضخمية .
ويلجأ المستثمرون للذهب في وقت الأزمات والحروب والصراعات ، وعندما تزيد المخاطر السياسية والاقتصادية ، أو نتيجة لإشتعال حرب العملات وعدم استقرار وضع العملات الرئيسية .
وبشكل عام تحتفظ أغلب دول العالم بنسبة من الاحتياطي في صورة ذهب ، وتتفاوت هذه النسبة من دولة لأخري حسب وضعها الاقتصادي و وضع عملتها في الاقتصاد العالمي ، فعلي سبيل المثال لا الحصر لا تحتاج الولايات المتحدة الأمريكية لمخزون كبير من الذهب ، رغم ضخامة اقتصادها لأن الدولار يعتبر عملة الاحتياط الرئيسية في العالم ، وليس علي الحكومة الأمريكية إلا طباعة الدولار مثلما فعل ترامب إبان أزمة كورونا ، ولكن هذا الأمر يحتاج لحسابات دقيقة لحجم المعروض النقدي، مقارنة مع الناتج المحلي الاجمالي وحجم المعروض من السلع وإلا انفجر التضخم ، مثلما حدث في أمريكا وأغلب دول العالم خلال الفترة الماضية .
ويلجأ المستثمرون الأفراد لشراء الذهب عندما ترتفع المخاطر الاقتصادية وحالة عدم اليقين في الأسواق المالية ، ويعتبر ملاذ للمستثمرين وقت الأزمات .
وتعتبر “صرعة الذهب” في مصر التي انتشرت بشكل واسع خلال العام الماضي والعام الحالي جديدة علي السوق المصري ، لدرجة أن مصر كانت أكبر سابع دولة في العالم شراءً للذهب ، ويعود ذلك لعدة أمور أهمها اعتبار المصريين الذهب بديلا ً للدولار ، وثانياً الخوف من تخفيض سعر العملة نتيجة ماحدث منذ 2016 وحتي الآن ، وثالثاً الارتفاع الكبير في التضخم .
ورغم تراجع أسعار الذهب عالمياً بأكثر من 70 دولار للأونصة وتراجعه محلياً بسبب استقرار سعر الصرف ، إلا أن أسعار الذهب عالميا قد تكون مرشحة للصعود من جديد ، وذلك بسبب عدم وضوح الأوضاع في الاقتصاد العالمي ، واستمرار الضغوط التضخمية ، وكذلك استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية وأزمات إفريقيا والشرق الأوسط ، بالإضافة للأزمات المرشحة للانفجار في جنوب شرق آسيا .
يبقي أخيراً فكرة تحويل الذهب من التجارة في الصاغة لأداة استثمارية ، وإنشاء أول صندوق للذهب هي خطوة أولي لأن يكون الذهب أداة مالية متاحة لمن لايمتلك الخبرات وبمبالغ محدودة تبدأ من 1000 جنيه .
