الخميس , 21 نوفمبر 2024

ذهب «2020» .. يرقص على أنقاض فيروس كورونا !

كتب محمد على

أكد عدد من خبراء الإقتصاد أن عام 2020 كان عام الذهب بدون منازع ، نظراً لما شهدته الأحداث العالمية من تأثيرات سلبية أثرت على كل دول العالم بمختلف الأنشطة الإقتصادية، لعل أهمها الحروب التجارية بين الصين وأمريكا، فضلاً عن انتشار جائحة كورونا والتي كان لها تأثيرات سلبية قوية على كل دول العالم ، وأجبرت معظم البلاد على إتخاذ اجراءات الغلق الكلي أو الجزئي ، الأمر الذي ساهم في عزوف المستثمرين عن الاستثمارات المباشرة واللجوء للإستثمار في الذهب بإعتباره الملاذ الأمن .
أشارو إلى أن أسعار الذهب في عام 2020 وصلت لمستويات تاريخية، نظراً لتلك الاحداث ، موضحين أن أسعار الذب وتراجعها خلال العام المقبل مرتبطه بشكل قوي بظهور علاج فعال وقوي لفيروس كورونا .
محمد دشناوي الخبير الإقتصادي ، قال إن عام 2020 كان عام الذهب بإمتياز فكان أفضل استثمار في الأسواق، لاسيما وأنه يتمتع بصفات لم تكن موجودة بسوق تداولة، فالذهب دائماً مايعرف بالملاذ الآمن وذات الأداء الرصين والتفاوتات المحدودة في الاسعار، مما يقلل الربحية والتداول في تاريخة إلا أن هذا العام حقق الذهب ارتفاعات كبيرة وصل فيها إلى سعر 2089 دولار للأوقية أعلي سعر له على الاطلاق، محققاً ربح بلغ 35 % من سعر فتح التداول لعام 2020 ، وحقق تذبذبات بلغت 40 % من تعاملات العام ، مما زاد التعاملات وحقق المتعاملين مزيد من الارباح بخلاف ربح الترند الرئيسي للذهب.
أضاف، أنه مع بدء العام بوجود توترات بين أمريكا والصين وزادت معها الحروب التجارية بينهم، بدأت الصين تستخدم العملة كسلاح ، واستخدم ترامب غلق الأسواق في وجة البضائع الصينية فكانت النتيجة إنخفاض الثقة في الاقتصاد ، وهم في الأصل يعانون من تباطؤ فى النمو مما دفع الذهب إلى الإرتفاع .
أوضح دشناوى، أن الذهب تراجع بصورة كبيرة مع عشوائية الأسواق التي سببها فيروس كورونا ، وفقد الأسواق حس التسعير الجيد مما جعل الذهب يتراجع 5 % من سعر فتح العام خاسراً جميع المكاسب المحققة ، مشيراً إلى ان الأسواق بدأت تفطن بأن المخاطر المتسببة من كورونا غير محددة وزادت وتيرة إغلاق الأسواق فهرول الجميع الي الملاذ الامن وهو الذهب، وارتفع لمستويات فوق 2089 دولار عند أعلي سعر له.
أشار إلى أنه بعد ذلك ظهر تشبع بيعي وإتجاة من بعض المتعاملين الكبار للبيع لجني الأرباح وتوفير سيولة ،وذلك بعدما تفاقمت أزمة الائتمان وانخفضت ثقة المقرضيين ، موضحاً أنه مع ظهور أمصال وانخفاض شراسة الفيروس واصل الذهب التراجع، وبدأ يحدث له شد وجذب بين خطة التحفيز المتتالية وسعر الذهب ليتفاعل المتعاملين في أسواق الذهب ، وبالتالي من الطبيعي أن يكون عام 2021 ليس مثل عام الذهب 2020 ، خاضة وأنه من المتوقع أن يتراوح سعر الذهب خلال العام المقبل بين 1650 دولار إلى 1890 دولار .
رجب حامد الرئيس التنفيذي لمجموعة سبائك الكويت، قال أن سوق الذهب المصري تأثر بقوة بهبوط الاونصة العالمية ،و شهدت الصاغة حركة أكبر عن مبيعات الأيام الماضية ، بالرغم من انتشار شائعات بالصاغة المصرية بعودة جرام الذهب عيار 24 تحت مستوى 900 جنيها كالعام الماضى، خصوصاً مع انتشار خبر استلام مصر أول شحنة لقاحات فيروس كورونا من الامارات .
أضاف، أن سعر الجرام 24 بلغ 918 جنيه والجنيه الذهب 6432 جنيه، وبلغ عيار 21 مبلغ 804 جنيه وجرام 18 مبلغ 690 جنيه ، وهذا سعر الذهب الخام بدون مصنعيات الذي يتراوح متوسطها فى الصاغة المصرية من 30 إلى 60 جنيه ، لافتاً إلى أن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعاً في الوعي لدى كل المتعاملين فى الصاغة المصرية من جانب فرق العيارات وفرق المصنعيات والسعر المحلى والعالمى بجانب توقعات الأسعار .
أشار إلى أن الذهب سيظل مرآة تعكس التطورات السياسية والاقتصادية، مؤكداً أن المتابع الجيد لحركة الذهب الاسبوعية و الشهرية يستطيع ان يدرك الاحداث العالمية ومدى الاتجاه نحو الانتعاش أو الانكماش.
أوضح، أنه فى الفترة الاخيرة كان الرابح الأكبر فى ظل كل الظروف الاقتصادية والسياسية هو الذهب ، فمع الانكماش قبل الانتعاش نجد أن الاقبال على الذهب دوماً فى ازدياد، والشاهد على هذا أزمة فيروس كورونا التى تراجعت معها معظم بورصات الأسهم والعملات فيما عدا الذهب الذي حقق أرقام قياسية وصلت بالاونصة الى رقم تاريخي على الإطلاق عند مستوى 2074 دولار منتصف أغسطس الماضى ، وقفز الجرام بالسوق المحلى أكثر من 1000 جنيه لأول مرة على الإطلاق ، وحتى الأسبوع الماضى التى كثر الحديث عن هبوط أونصة الذهب ، فالاسعار مازالت أعلى بكثير عن عام 2019 والجرام مازال يتربع فوق سعر 950 جنية لعيار 24 والجميع يدرك أن هذا هو مستوى الذهب حالياً و يعتبر فرصة شراء لمن ينظر الى المدى الطويل .
قال حامد ، أن أونصة الذهب حالياً تقع بين المطرقة و السندان وفارق 30 دولار فى اليوم الواحد ، وأصبح من الامور المعتادة لمتابعين الاسعار فمع إنتشار حالات التفاؤل بنتائج شركة فايزر فى توزيع لقاحات كوفيد -19 فى المملكة المتحدة بدأت حالات البيع و العزوف عن الملاذ الآمن والاتجاه نحو شهية المخاطرة بالبورصات والأسهم.
الدكتور حسام الغايش ، العضو المنتدب لشركة أوراق لتداول الأوراق المالية، قال أن التوقعات حول أسعار الذهب مستقبلاً مرتبط بأمرين غاية في الأهمية ، وهما الانتخابات الامريكية و اكتشاف علاج فعال لفيروس كورونا ، لافتاً إلى أنه على الرغم من هبوط الذهب مؤخراً إلا أن الذهب على المدى المتوسط والبعيد يتجه إلى الارتفاع.
أشار ، إلي أنه فى حالة اللجوء إلى إغلاق الاقتصاد لدى الدول مع الموجة الثانية من فيروس كورونا فمن المؤكد أن سعر الذهب سيرتفع بإعتباره الملاذ الآمن عند الكوارث، لافتاً إلى أن التوقعات بشأن الانخفاض هى أقل حالياً لكن التوصل إلى علاج لفيروس كورونا هو الفيصل في مسألة سعر الذهب خلال الفترة المقبلة، حيث يتداول الذهب داخل نطاق عرضى على حدود المستوى 1839.15.
أوضح ، أنه قد يوسع هذا الحد من نطاق الحركة الحالي بإتجاه 1852.90 ،وذلك قبل أن يبدأ في موجة هبوطية أخرى للوصول إلى مستويات 1819.15 دولار للأوقية ، لافتاً إلى أن هناك عدة مخاطر وعوامل تحيط بأسعار الذهب فى المستقبل القريب ، حيث أن الجدل حول نتائج الانتخابات الامريكية مازال يؤثر فى مستقبل أسعار الذهب ، وبناء على هذه العوامل فإن السيناريو الأول لحركة الذهب حتى نهاية 2020 يتمثل في عودة الأسعار الي ملامسة المستوى التاريخي للمعدن الأصفر عند 2075 دولار للأوقية، في حال إرتفاع مخاطر الإنتخابات الرئاسية الأمريكية وحدة المنازعات ، حينها سيرتفع الطلب الاستثماري والاستهلاكي على المعدن النفيس مع تحسن المؤشرات الاقتصادية بالتزامن مع تحسن الطلب في كل من الهند والصين تحديداً .
أضاف أن السيناريو الثاني يتمثل في تراجع الذهب الي مستوى 1789 دولار للأوقية ويرتبط بإستقرار نتائج الانتخابات الأمريكية ، ما يعني إنخفاض مستوى المخاطر وعدم اللجوء إلى الملاذ الآمن ، وبالتالى فإن الاحداث الحالية حول اكتشاف مصل لعلاج فيروس كورونا وإنتهاء المنازعات حول الانتخابات الامريكية قد تدفع أسعار الذهب عالمياً نحو الهبوط .

شاهد أيضاً

  أبرزها زيادة رؤوس أمولها .. المراكز المالية للبنوك حائط الصد الأول !

  أكد عدد من الخبراء ومسؤولى البنوك أن إرتفاع المراكز المالية للبنوك العاملة بالسوق المحلية …