الأحد , 24 نوفمبر 2024

الياميش .. والدولار !

كتب عبداللطيف رجب

 

                                      

فى مثل هذة الأيام فى أعوام سابقة كان الكل يتحدث عن الدولار ومدى توفره بالبنوك، وخاصة بالنسبة لمستوردى السلع الرمضانية وياميش رمضان ،الذين كانوا يعانون دائماً من عدم توافر الدولار اللازم لإستيراد السلع الضرورية التى يحتاجها الشعب المصرى فى شهر رمضان المعظم ، ومن ثم كانت ظاهرة الطلبات المعلقة هى عنوان هذا الوقت من كل عام .

وهنا كانت تنشط ظاهرة السوق السوداء وتجار العملة ، الذين ينتظرون هذا الموسم الذى تنشط فيه تجارة العملة بشكل كبير، نظراً لزيادة الطلب على الدولار من جانب أغلب المستوردين ، الذين كانوا يلجأون إلى تجار السوق السوداء لتلبية إحتياجاتهم من العملة الصعبة وعلى رأسها الدولار، وذلك بعدما تصدمهم البنوك ،أولاً بمسألة توفير الدولار للسلع الرئيسية فقط ، وثانياً بقائمة الطلبات المعلقة ، ولذلك كانت هذة الايام تشهد رواج كبير لظاهرة السوق السوداء وتجارة العملة .

واليوم .. لا أحد يتذكر هذا السيناريو الذى كان يتكرر سنوياً دون إنقطاع ، وكان تجار العملة يحققون كل مكاسبهم فى مثل هذا الوقت ، مستغلين كافة الظروف وحاجة المستوردين للدولار لاستيراد السلع والمنتجات الرمضانية ، وبالتالى كان سعر الدولار كل يوم بل كل ساعة فى حال ، وعندما تسأل عن السبب فى صعود سعر الدولار فى السوق يكون ردهم عرض وطلب، وكان المستوردين والتجار للاسف يخضعون لإبتزاز وضغوط تجار العملة .

والحقيقة التى يجب الحديث عنها فى هذا الشأن .. أن اليوم ليس بالبارحة .. فالدولار أصبح متوفر بالبنوك لمن يحتاجه سواء لإستيراد السلع الرئيسية والاساسية أو غير الضرورية ، وكانت نتيجة ذلك استقرار سعر الدولار فى هذا الموسم الحيوى ، بل على العكس فإن السعر قد تراجع ، وهو ما أصاب تجارة العملة فى مقتل ، التى أصبحت من الخيال والماضى ،ولذلك لم تسمع مثلاً من المستوردين أنهم لم يستوردوا سلعاً معينة بدعوى عدم توافر الدولار ، ولكنهم أكدوا أن كل السلع الرمضانية متوفرة بالفعل ولن يكون هناك أى نقص فى سلعة ما .

خلاصة القول .. أن كل هذه الأمور والقضايا الهامة لا أحد يتذكرها ، طالما لا توجد أزمة أو مشكلة ، ولكن علينا أن نشيد دأئماً بالإيجابى ولا نركز فقط على الأشياء السلبية ، وتذكروا أن كل ذلك يعود فى المقام الأول إلى” التعويم” الذى يعد كلمة السر  فى استقرار سوق الصرف .

 

 

 

شاهد أيضاً

محمد النجار يكتب لـ بنوك اليوم : التضخم من جديد !

  ليس هناك عدو للإقتصاد ألد من التضخم ، ولذلك تضع البنوك المركزية في العالم …