الجمعة , 11 أكتوبر 2024

المواطن البسيط !

كتب عبداللطيف رجب

 

 

بدون شك أن المواطن المصرى وخاصة المواطن البسيط كان على قدر المسئولية ، وتحمل بشجاعة فاتورة برنامج الإصلاح الإقتصادى الذى تبنته الحكومة المصرية على مدار الثلاث سنوات الماضية ، هذا اما أكدته القيادة السياسية للدولة المصرية فى أكثر من مناسبة، ولكن من الواضح أن فاتورة الإصلاح الإقتصادى مازالت تحتاج للمزيد ، وذلك لأن بناء إقتصاديات الدول يحتاج لجهود كبيرة ومضنية ووقت أطول .

والحقيقة أن المواطن المصرى البسيط كان فطناً وذكياً خلال الفترة العصيبة التى مرت بها البلاد ،فلم ينساق وراء دعوات التخريب التى تطل برأسها بين الحين والآخر، الذين يستغلون ضيق الحال والمعيشة للضغط عليه فى محاولة منهم لإخراجه عن النص ، وبث الفتنة بين صفوف المواطنين البسطاء، الذين وعوا الدرس جيداً ،وعلموا وترسخ لديهم حب الوطن وقيمة الأمن والإستقرار.

ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هنا.. هل يصمد المواطن المصرى البسيط ويظل على موقفه كما هو دون تغيير ؟ .. وذلك لأن الفترة والمرحلة المقبلة من وجهة نظرى ستكون الأكثر صعوبة ، لأنها ستكون نهاية لبرنامج الإصلاح الإقتصادى الذى تم تمديده بالإتفاق مع البنك الدولى لينتهى عام 2021 ، وبالتالى فهناك صعوبات وتحديات قادمة قد تكون أكثر من سابقتها أو تعادلها ،وهذا يتطلب من المواطن البسيط مزيد من التحمل والصبر.

أذكر ذلك لأن قرار رفع الدعم عن المحروقات بات قريباً جداً ، ولا يخف على أحد مطلقاً أن الحكومة المصرية ماضية فى ذلك لإستكمال برنامج الإصلاح الإقتصادى ، الذى تعول عليه الحكومة المصرية كثيراً ، ولا يمكن الإكتفاء بما حدث من إصلاح لأن هذا يعنى ببساطة القضاء على كل ما تم  والرجوع إلى نقطة الصفر.

وهنا أقول أن قرار رفع الدعم عن المحروقات سيكون له تبعاته المباشرة على المواطن المصرى ، خاصة فيما يتعلق من زيادة أسعار السلع والمنتجات دون إستثناء ، بالإضافة إلى زيادة معدل التضخم ، مايدفع البنك المركزى إلى اللجوء مرة أخرى لزيادة أسعار الفائدة لإمتصاص السيولة من السوق والحد من التضخم ، وهذة آليات معتادة فى مثل تلك الظروف الإستثنائية التى تمر بها البلاد .

خلاصة القول .. حرصت الحكومة المصرية على محاولة مراعاة البعد الإجتماعى لمحدودى ومتوسطى الدخل إلى حد ما ، من أجل مساعدة المواطن على تحمل فاتورة الإصلاح الإقتصادى ، ولكن الموج شديد ولابد من إستكمال الطريق والمشوار ، وإن شاء الله سيكون المواطن المصرى البسيط كعادته صامداً فى وجه الأمواج العاتية حتى نصل بمصرنا الحبيبة إلى بر الأمان .

 

شاهد أيضاً

محمد النجار يكتب لـ بنوك اليوم :ما يمكن البناء عليه !

البنك المركزى أكد تراجع الدين الخارجى لمصر، ليسجل 153.86 مليار دولار  فى نهاية مايو 2024 …