الجمعة , 22 نوفمبر 2024

تجديد الثقة

كتب عبداللطيف رجب

 

فى تطور متوقع للسوق المصرفية ، قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهوية، بالتجديد لـ طارق عامر في منصب محافظ البنك المصري، لفترة ولاية جديدة مدتها أربعة سنوات، تبدأ من 27 نوفمبر الحالى حتى 27 نوفمبر ،2023 وذلك بعد نجاحه في ضبط سوق الصرف والقضاء على السوق السوداء للدولار، ومساهمته الرئيسية في نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي، المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي، وزيادة إحتياطي النقد الأجنبي لأعلى مستوى في تاريخ البلاد.

الحقيقة أن هذا القرار جاء ليضع النقاط فوق الحروف وليقطع الطريق على الكثيرين ، الذين أخذوا فى التكهن والتخمين فيمن سيتولى المهمة فى حالة عدم التجديد للمحافظ الحالى طارق عامر ، وبهذا القرار تؤكد القيادة السياسية للجميع أن من يعمل ويجتهد فى عمله سيكون له استمرارية فى هذا الكيان الإقتصادى ، ومن يعتمد على ماضيه فلن ينفعه الماضى فى شىء .

وبدون شك فإن هذا القرار أحيط بالسرية التامة ، لأنه حتى اللحظات الأخيرة لم يعرف أحد ماذا سيحدث ، وكان كل ما يدور فى الوسط الإقتصادى ما هى إلا تكهنات ليس إلا ، فقد كان هناك تكتم شديد من جانب المعنيين بهذا الأمر .

وبالفعل فقد فاز أنصار الفريق الأول الذين كانوا يرون أن المسألة محسومة تماماً ، متوقعين أن يتم التجديد لـ طارق عامر ، محافظ البنك المركزى الحالى لفترة ولاية جديدة ، خاصة أن الرجل إستطاع أن يدير البنك المركزى والسياسة النقدية بكفاءة عالية وحرفية شديدة ، فى ظل ظروف غاية فى الصعوبة وتحديات كانت الأكبر على الإطلاق فى تاريخ مصر الإقتصادى .

فقد كانوا يرون أن إنجازات المحافظ طارق عامر ، ستؤكد أنه الأحق بهذا المنصب ، خاصة أنه تمكن من إتخاذ قراراً يعد الأصعب فى تاريخ السياسة النقدية المصرية على الإطلاق ، والمتمثل فى قرار تحرير سعر الصرف الذى كان نقطة التحول فى الإداء الإقتصادى لمصر ، وما تبعه من قرارات إصلاحية نتج عنها حدوث تحسن ملحوظ وغير مسبوق فى مستويات الإحتياطى النقدى من العملة الصعبة الذى أصبح يكفى لأكثر من ثمانية شهور سلعية ، بالإضافة إلى إستقرار سوق الصرف وإختفاء السوق الموازية للدولار ، وتحسن تصنيف مصر الإئتمانى طبقاً لمؤسسات التصنيف العالمية .

قالوا أيضاً أن طارق عامر هو الأجدر بالبقاء فى منصبه ، خاصة بعد فوزه على مدار الثلاث سنوات الماضية من جانب المؤسسات الدولية بجائزة أفضل محافظى البنوك المركزية فى الشرق الأوسط وافريقيا، كما فاز في يونيو الماضي بجائزة المصرفي الأفريقي السنوية ،كأفضل محافظ للبنوك المركزية الأفريقية لعام 2019.

ولهذا يكون من الطبيعى الإبقاء عليه فى منصبه، لإستكمال مسيرة الإصلاح المصرفى ، خاصة أن هناك قانون جديد للبنوك والجهاز المصرفى .. وبالفعل هذا ما حدث وتم التجديد لمحافظ البنك المركزى الحالى طارق عامر ، ليواصل المسيرة  الناجحة بكل المقاييس .

 

شاهد أيضاً

محمد النجار يكتب لـ بنوك اليوم : التضخم من جديد !

  ليس هناك عدو للإقتصاد ألد من التضخم ، ولذلك تضع البنوك المركزية في العالم …