“إستراتيجية متكاملة للذكاء الإصطناعى”.. منذ فترة أعلنت وزراة الإتصالات عن العمل على إعداد تلك الإسترتيجية حتى لا تكون مصر مستوردة دائماً للتكنولوجيا بالكامل .. ولكن رغم ذلك لا زال هذا الكلام حبر على ورق .
كانت الدكتورة سالي رضوان، مستشار وزير الاتصالات للذكاء الاصطناعي، أعلنت إن الوزارة تعمل على إعداد استراتيجية متكاملة عن الذكاء الاصطناعي حتى لا تكون مصر مستوردة للتكنولوجيا بالكامل وتعتمد على محورين، أولها بناء القدرات البشرية، يليها تطبيقات الذكاء الاصطناعي ذات الأولوية والتي يمكن المنافسة بها محليًا وإقليميًا ودوليًا.
أضافت أن الإتصالات تسعى إلى إنشاء قاعدة من الأبحاث التطبيقية تساهم في حل مشكلات مجتمعية داخل القطاعات الاقتصادية، بالتعاون مع مؤسسات بحثية ومنها جامعة النيل، مشيرة إلى أن تعريف الذكاء الاصطناعي هو قديم للغاية بدأ ظهوره عام 1956 عن طريق مجموعة من الخبراء الأمريكيين.
أشارت إلى إن العلماء كانوا يحاولون جعل العقل البشري يحاكي عمل الحاسب الالي إلا أن المسألة معقدة، وقاموا بتحديد أنظمة معتمدة علي قواعد ثم شهدت أوائل الألفينيات شركات مثل جوجل وأمازون أنظمة لتخزين كميات كبيرة من البيانات، مؤكدة أن التطورات السابقة أحدثت طفرة غير مسبوقة في علم تحليل البيانات والتعلم الذاتي للآلات، والذي يعني قدرة الآلة علي التعلم من البيانات.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد اجتمع بوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت ، حيث جاء الاجتماع فى إطار متابعة الموقف التنفيذى للمشروعات القومية الخاصة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خاصة إستراتيجية الذكاء الاصطناعي، وذلك فى إطار خطط الوزارة للمشاركة فى جهود الدولة لبناء الإنسان المصري، والمساهمة فى خطة الحكومة للتحول الرقمى وميكنة الخدمات الحكومية.
ويعرف الذكاء الاصطناعى بأنه علم وهندسة صنع آلات والذكاء الذى تبديه الآلات والبرامج بما يحاكى القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع تبرمج فى الآلة، كما أنه يعنى بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكى.
كما تتسابق كبرى شركات التكنولوجيا فى العالم فى تطوير حلول وتطبيقات وتقنيات للذكاء الاصطناعى فضلا عن تطوير الروبوت لمختلف الإستخدامات أو تطوير تقنيات مذهلة تحاكى البشر، فضلاً عن قيام شركات مصرية بإستخدامه فى العديد من التطبيقات ومنها الكول سنتر.
ومنذ ما يقرب من عامين إستحدثت دولة الإمارات وزارة للذكاء الإصطناعي، كما انتشر الروبوت فى العالم ، وأشهرهم الروبوت صوفيا والتى حصلت على الجنسية السعودية وأجرت العديد من اللقاءات التليفزيونية، كما لجأت العديد من الجهات والهيئات فى دولة الإمارات العربية المتحدة بإستخدام الروبوت ومنهم شركة دبى، فضلاً عن إستخدامه فى المطاعم كنوع من الترويج و الترفيه.
كما لجأت العديد من شركات الموبايل الى إستخدام تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعى عبر هواتفها ما يغير فى نمط استخدام الهواتف الذكية وتجربة المستخدم، كما من المرجح أن ينتشر هذا النوع من الآلات والتطبيقات المبرمجة عند نشر الجيل الرابع للمحمول وإنتشار تقنيات انترنت الاشياء وتواصل الآلات مع بعضها البعض.
كان الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أعلن عن إعداد مصر لإستراتيجية للذكاء الإصطناعى تعتمد على محورين أساسيين وهما انشاء اكاديمية للذكاء الاصطناعى بالتعاون مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى لدفع الابتكار وبناء القدرات فى هذا المجال، والتطبيق العملى بهدف إنتاج وتصدير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
قال أن الإستراتيجية تعتمد على محورين أساسيين وهما، إنشاء أكاديمية للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لدفع الابتكار وبناء القدرات في هذا المجال، والتطبيق العملي بهدف إنتاج وتصدير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
أشار إلى أهمية توافر الإبداع المحلي لتحقيق استراتيجية الدولة للتحول إلى المجتمع الرقمي، مستعرضاً ركائز التنمية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتي تشمل بناء القدرات، وتهيئة البيئة التشريعية والتي كان من أهمها صدور قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية للاتصالات، وتوفير الحوافز والتسهيلات للمستثمرين، والتسويق لمصر كسوق جاذب للاستثمارات.
أضاف إن قطاع الاتصالات حقق معدل نمو تجاوز 18% خلال الربع الأول من العام المالي الحالي، بينما بلغ معدل نمو القطاع خلال العام المالي 2017-2018 نحو 14.1%، مشيراً إلى أن إجمالي قيمة صادرات خدمات تكنولوجيا المعلومات بلغت 3.25 مليار دولار في العام المالي الماضي.
أشار إلى المبادرات التي تنفذها الوزارة للمساهمة في تنفيذ استراتيجية الدولة لبناء الانسان المصري من خلال تنمية المهارات الرقمية، وتحفيز الابداع، وتطوير الخدمات الصحية باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ودعم متحدي الإعاقة، وتطوير المحتوى الثقافي الرقمي؛ مشيرا إلى أنه يتم العمل على تمكين 45 ألف شاب وفتاة تكنولوجياً خلال ثلاث سنوات من خلال منصات تعلم تفاعلية وتدريب تقني استجابة لمتطلبات سوق العمل المحلي والعالمي، كما يتم تنفيذ مبادرة “وظيفة تك” والتي تهدف إلى توفير تدريب متميز لتأهيل الشباب للحصول على فرص عمل متميزة تقدمها شركات التكنولوجيا المتخصصة بعد اجتياز اختباراتها، بالإضافة إلى تنفيذ المبادرة الرئاسية “أفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية” لتنمية قدرات وتأهيل 10 آلاف شاب مصري وأفريقي، وتحفيز تأسيس 100 شركة ناشئة مصرية وأفريقية.
أوضح أيضاً أن الوزارة تنفذ عدد من البرامج والمشروعات لدعم الابتكار وريادة الأعمال لدى الشباب من خلال عدة قنوات منها التعاون مع وزارة التعليم العالي في تدشين مجتمعات للإبداع التكنولوجي بتجهيزات متكاملة في 8 جامعات إقليمية كمرحلة أولى، والتعاون مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولي من خلال ادراج محور داخل مبادرة فكرتك شركتك لدعم الشباب المبدعين في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتحفيز الاستثمار في الشركات الناشئة، فضلا عن السعي نحو توفير تمويل متناهي الصغر من خلال البريد المصري، وذلك الى جانب تنفيذ مدينة المعرفة بالعاصمة الادارية الجديدة، وتوفير كافة الامكانيات المطلوبة لتعظيم الاستفادة من المناطق التكنولوجية.
أشار أيضاً إلى التعاون مع كافة أجهزة ومؤسسات الدولة لتحقيق التحول إلى المجتمع الرقمي وتقديم خدمات حكومية رقمية بطريقة ميسرة للمواطنين من خلال عدة قنوات؛ مستعرضاً أبرز المشروعات التي يتم تنفيذها حالياً ومنها مشروع انفاذ القانون بالتعاون مع وزارتي العدل والداخلية، ومشروع ميكنة الهيئة العامة للتأمين الصحي بالتعاون مع وزارة الصحة، ومشروع ميكنة وزارة الاوقاف، ومشروع تطوير المنظومة التكنولوجية لمصلحة الجوازات واصدار التأشيرة الإلكترونية بالتعاون مع وزارات الداخلية والسياحة والخارجية والجهات المعنية بالدولة، وكذلك مشروع منظومة كارت الفلاح الذكي بالتعاون مع وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضي.