بنوك اليوم إختار بنكك
علي عكس إعتقاد البعض بوجود حالة تضاد وتضارب في المصالح بين البورصة والبنوك ، فإن الارتباط بين البورصة والقطاع المصرفي والسياسات النقدية هو ارتباط محوري لعدة أسباب ربما علي رأسها التمويل والأدوات المالية وأسعار الفائدة وتكلفة التمويل .
فالقاعدة الرئيسية في أي اقتصاد أن حدوث انتعاش اقتصادي وسياسات توسعية تؤدي دائماً إلي إرتفاع أسعار الأسهم وانتعاش البورصات وأسواق المال ، لأن السياسات التوسعية دائماً تكون أداتها الأولي هي خفض أسعار الفائدة إذا اقترنت هذه السياسات بإنخفاض في مستويات التضخم ، وهو ما يقابله إرتفاع في أسعار الأسهم لأن خفض الفائدة يحقق انخفاضاً في تكلفة الاقتراض فيزيد من إقبال الشركات والمؤسسات علي الاقتراض ، مما يزيد من مستويات تشغيل الأموال في البنوك ومستويات أرباحها ، كما أنه يؤدي إلي ارتفاع أرباح الشركات وزيادة استثماراتها وتوسعاتها ، مما يساهم في زيادة التشغيل وتخفيض البطالة ، وحدوث دورة صعود اقتصادية .
كما أن أسواق المال والبورصات أصبحت تعتمد بشكل كبير علي التمويل البنكي في عمليات الشراء بالهامش والاقتراض بضمان الأسهم ، ويزيد معدل استخدام هذه الأدوات مع إتجاه البورصة للصعود ، أي أن انتعاش البورصة ينعش البنوك .
ولا شك أن انخفاض التضخم مؤخراً قد يساهم في انتعاش البورصة وإتجاهها للصعود بشكل واضح وزيادة حالة التفاؤل وضخ مزيد من الأموال والاستثمارات في سوق المال المصري ، خصوصاً إذا اقترن ذلك مع توجه الدولة لطرح حصص ولو صغيرة من الشركات العامة للاكتتاب العام خلال الفترة القادمة ، بعد النجاح الكبير الذي شهده طرح المصرف المتحد ، وهو ما أكد وجود شهية من المستثمرين للإقبال علي الطروحات العامة إذا تم الإعداد لها بشكل جيد .
