كل نصاب يلزمه طماع ، مثل شعبي دارج يتناقله المصريون من أقصي الشمال لأقصي الجنوب وشرقا وغربا في سائر ربوع مصر ، ولكن يبدو أن بعض المصريين لم يصلهم المثل ولم يتعلموا من خبرات سابقة من مأساة شركات توظيف الأموال ، وكانت النتيجة مأساة جديدة بعد عملية النصب الكبرى لتطبيق اف بي اس الذي خلف ورائه خسائر بالمليارات وملايين ممن يندبون حظهم ، بعد أن وقعوا فريسة لمجموعة من المحتالين ارتدوا رداء الدين ، ولكن هل هناك حلول تمنع أو علي الأقل تحجم عمليات النصب المالي وتوظيف الأموال بشكل غير قانوني ؟
للحقيقة نستطيع القول بضمير مستريح أن مستوي أسعار الفائدة حالياً بالنسبة لمعدلات التضخم هو مستوي مقبول ، وعلي الأقل يحفظ قيمة الأموال بدون أن تتآكل ولذلك فأسعار الفائدة تعتبر وعاء استثماري جيد لمن يبحث عن طريقة قانونية لاستثمار أمواله بعائد مقبول بعيداً عن ثقافة الخبطة علي طريقة المسلسل الشهير علي بك مظهر للفنان محمد محمد صبحي التي انتشرت في مصر ، والغريب أن أحدا ممن وقعوا في فخ النصاب لم يفكر في عدم معقولية العائد ولا طريقة إدارة الأمور و وقعوا بسهولة في فخ وشباك النصابين .
ولابد أن تزيد الدولة من وسائل الاستثمار القائمة علي تجميع المخرات لمن لا يرغب في عوائد البنوك مثل الاكتتابات الجديدة لشركات تقود الدولة عمليات الاكتتاب فيها لتأسيس مصانع في قطاعات مختلفة ويتم إسناد إدارتها لإدارات محترفة ، ثم تتخارج منها الدولة بعد ذلك لصالح القطاع الخاص أو لمستثمر رئيسي.
بالإضافة إلى إن توسيع دائرة الفرص المتاحة أمام صغار المدخرين لتجميع المدخرات الصغيرة التي تبدأ بعدة آلاف قد تمثل درع واقي لصغار المدخرين والباحثين عن وسيلة لاستثمار مدخراتهم ، وتقدم تمويل جيد طويل الأجل للاقتصاد المصري .