السبت , 23 نوفمبر 2024

محمد النجار يكتب : الفيدرالي الأمريكي والأخضر اللعين

كتب محمد النجار

التضخم يحكم العالم كان عنوان لمقال سابق ربما منذ شهر أو أكثر عن الموجة التضخمية التي ضربت العالم بأكمله ، وعانت منها بشكل أكبر الدول المستوردة للغذاء والسلع الوسيطة ، وحتي الإقتصادات المتقدمة والرئيسية التي تحكمت في التضخم لعقود بنسب لا تزيد عن 3% أو 4% ، في الأغلب إرتفع التضخم فيها ليتضاعف في بعض الدول ، لدرجة أن التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية وصل إلي 8.5% ، وهو أعلي مستوي منذ عقود .

وأدي التضخم المرتفع في أمريكا إلي قيام بنك الإحتياطى الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة ربع نقطة مئوية ، وتبعته أغلب البنوك المركزية في العالم ومن بينها مصر ، ولا يعود التضخم في أمريكا للحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا فقط ، ولكن أيضاً لأنها قامت بطباعة حوالي 2 تريليون دولار إبان ذروة كورونا ، وتم استخدامها في توزيعات علي أغلب الشعب والمتضررين من الجائحة .

ونتيجة للأرقام الأخيرة لمستوي التضخم أعلن محافظ بنك الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشكل استباقي عن التوجه لرفع أسعار الفائدة مجدداً بنصف نقطة مئوية خلال اجتماعه القادم في بداية شهر مايو ، وبلا شك هذا التوجه الأمريكي سيؤدي لأمرين الأول هو قيام أغلب البنوك المركزية في العالم برفع أسعار الفائدة ، ومن بينها مصر مما سيؤثر سلباً علي معدلات نمو استثمارات القطاع الخاص ، أما الأمر الثاني والنتيجة الحتمية لرفع سعر الفائدة الأمريكية هو استمرار الدولار القوي ، وارتفاع الأخضر اللعين مجدداً مما سيضغط علي معظم العملات العالمية .

وبرغم رفع صندوق النقد الدولي لتوقعات نمو الإقتصاد المصري إلي 5.6% ، وهو أمر جيد ومبشر وسط تراجعات معدلات النمو العالمي  وكذلك توقعاته بتراجع عجز الموازنة وعجز الميزان الجاري، تظل ضغوط العملة الأمريكية الخضراء علي إقتصادات الدول المستوردة، والتي تعاني من عجز في ميزانها التجاري والجاري .

شاهد أيضاً

محمد النجار يكتب لـ بنوك اليوم : التضخم من جديد !

  ليس هناك عدو للإقتصاد ألد من التضخم ، ولذلك تضع البنوك المركزية في العالم …