الجمعة , 22 نوفمبر 2024
عبداللطيف رجب رئيس تحرير بنوك اليوم

عبداللطيف رجب يكتب :الدفع الإلكترونى .. والإحتيال !

كتب عبداللطيف رجب

غالباً ما يتخوف البعض من كل جديد ، رافعين شعار “اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفوش” ..والحقيقة أن هذا الشعار كان سبباً بشكل أو بأخر فى تأخرنا كثيراً فى مجالات عديدة وكثيرة ، وأذكر منها فى هذا المضمار  وعلى وجه الخصوص “الدفع الإلكترونى”.

فقد شرعت الدولة وبشكل جاد فى تطبيق برنامج إصلاح إقتصادى ، أشادت به كافة المؤسسات والهيئات الإقتصادية العالمية ، بل إستعانت به بعض الإقتصاديات لإعادة تطبيق تلك التجربة الرائدة ، ولعل تطبيق هذا البرنامج قبيل ظهور جائحة كورونا ساهم بشكل كبير فى حماية الإقتصاد المصرى من التداعيات الخطيرة لهذا الفيروس اللعين.

تضمن برنامج الإصلاح الإقتصادى نواحى كثيرة ، وكان من بينها الشمول المالى والتحول الرقمى ، وقامت الدولة بثن عدد من القوانين والتشريعات بالإضافة إلى إتخاذ عدد من القرارات التى من شأنها تحفيز المواطنين على الإنخراط فى التحول الرقمى ، والإتجاه إلى الوسائل والطرق الإلكترونية فى السداد ، وكان من أبرز تلك القرارات عدم قبول أية مدفوعات حكومية أكثر من 500 جنيه بشكل نقدى .

تفاعلت البنوك وبشكل مسبق مع تلك الإجراءات ، وأعلنت عن الشمول المالى ، وذلك من خلال طرح الكثير من المبادرات فى هذا الشأن ، بهدف تشجيع الناس على فتح الحسابات والإدخار بالبنوك ، حيث أعلنت عن فتح الحسابات البنكية بشكل مجانى ودون إحتساب أية رسوم ، بالإضافة إلى إصدارها بطاقة “ميزة” المجانية ، والتى لاقت قبولاً منقطع النظير ، حيث أقبل على استخراجها عدد كبير من المواطنين.

وفى ظل هذا التحول غير المسبوق نحو الدفع والتحصيل الإلكترونى ، كان لابد أن يظهر بعض المحتالين والنصابين ، مستغلين عدم دراية البعض بخطورة الإفشاء أو الكشف عن أرقام بطاقاتهم الإئتمانية ، والأرقام السرية الخاصة بهم ، ولكن حسناً  فعلت البنوك التى تصدت منذ اللحظة الأولى لتلك الفئة ، وقامت بشكل سريع بالتعامل مع الامر ، حيث أصدرت بيانات توعية لكافة عملائها ، وكذلك إرسال رسائل نصية على الهواتف المحمولة ، تؤكد عليهم بضرورة الحذر  والحفاظ على بياناتهم الشخصية أو البنكية أو أرقام حساباتهم وبطاقاتهم المصرفية بكافة أنواعها أو الأرقام السرية ، وذلك من خلال عدم تداولها بأي من الوسائل أو الادلاء بها إلى أي شخص أو جهة قد تتصل لطلب تلك البيانات.

أكدت البنوك أيضاً ، أنها لم ولن تطلب من العملاء أية بيانات سواء من خلال الاتصالات الهاتفية أو من خلال المواقع الإلكترونية أو مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى البريد الإلكتروني .. ولهذا يجب على العملاء التعامل مع الأمر بشكل جاد ، وعدم إفشاء البيانات الخاصة بالتعاملات المالية.

 

 

شاهد أيضاً

محمد النجار يكتب لـ بنوك اليوم : التضخم من جديد !

  ليس هناك عدو للإقتصاد ألد من التضخم ، ولذلك تضع البنوك المركزية في العالم …