الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024

الخروج من الدائرة

كتب محمد النجار

أحياناً نصاب بالملل من التحرك فى دوائر مفرغة لاتنتهى ، ترتبط بالعمل والواجبات الاجتماعية من تربية أولاد وإلتزامات أخرى .. إنها دائر قاتلة، ليست فقط للصحة الجسدية ولكن النفسية أيضاً ، وربما تكون سبباً فى إنخفاض قدرة العامل أو الموظف أى أن كانت مكانته ومكانه على العطاء.

لذلك ربما من المهم للإنسان أن يخرج دائماً من هذه الدائرة ، وأن يخترقها ويبتعد عنها ، ولو ليوم واحد اسبوعياً ، وأحياناً لأجازة طويلة ربما أسبوع كل 6 شهور مثلاً ، وهو أمر ينصح به خبراء الصحة النفسية ، وهو أمر مهم لصاحب العمل مثلما هو مهم للعامل نفسه ، لأنه يجدد قدرة الإنسان على العطاء والإبتكار ولايتحول إلى ترس لعين فى آلة قديمة تصدأ مع الزمن ولاتجدد ، لأنه ببساطة لولا الإبتكارات والإكتشافات ودخول عوالم جديدة غير مألوفه ماتطورت الدنيا ، ولتوقفنا عند عصر ركوب الجمال والمقايضة  .

التطور المذهل فى الأدوات البنكية خلال العشرين عاماً الأخيره ، والإبتكارات الجديدة من الأدوات المالية ، ارتبطت دائماً بعقليات تخرج عن المألوف والأدوات الكلاسيكية فى إدارة البنوك ، لم يعد الأمر كما كان فى بدايات القرن الماضى مجرد إيداع وإقتراض ، أو رهونات أحياناً ، ولكن تحرك عالم البنوك فى فضاء آخر من الأدوات المالية المشتقة من أدوات أخرى ، ربما فى سلسلة لانهائية .

والأهم بالنسبة لنا فى مصر هو محاولة تطبيق الشمول المالى ، والتحول لمجتمع غير نقدى ، وبعد أن كانت النقود أوراق ستصبح مجرد رقم فقط فى بنك ، وتستطيع من خلال العديد من الأدوات أن تتعامل عليها ، الشمول المالى هو ضرورة لأى إقتصاد يهتم بمنع تسريب الأموال خارج الجهاز المصرفى ومحاصرة الأموال المشبوهة والتهرب الضريبى .. وربما الأهم بالنسبة للاقتصاد المصرى هو تنمية الإبتكار ، والتحول من فكر الإقتصاد الكلاسيكى إلى الإبتكار والتخيل .

 

شاهد أيضاً

عبداللطيف رجب يكتب : “الأرباح” .. وأدوات الدين !

خلال الفترة الماضية أعلنت معظم البنوك العاملة بالسوق المصرية عن قوائمها المالية خلال النصف الأول …