يراهن الكثيرون على قطاع الإتصالات المصرى ، خاصة خلال العام المقبل 2020 ، مؤكدين أن القطاع ملىء بالفرص الإستثمارية ، حيث يستهدف سوق الاتصالات، جذب استثمارات تقدر بنحو 23 مليار جنيه خلال عام 2020، وذلك فى مجال نقل البيانات والإنترنت .
يأتى ذلك فى الوقت الذى وضعت فيه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات استراتيجية لتنفيذ المبادرات الرئاسية الخاصة بالشباب، والتي تتمثل في عدة مبادرات الأولي تدريب 10 آلاف شاب مصرى وإفريقى على التطبيقات الرقمية والألعاب الإلكترونية لمدة 3 سنوات، والثانية إنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب لمتحدي الاعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة، والثالثة إنشاء 6 مجمعات للإبداع والابتكار بالجامعات الإقليمية، والرابعة تدريب 25 ألف خريج علي أدوات ووسائل تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى مبادرة لتمكين المرأة المصرية وتأهيلها لسوق العمل.
الدكتور حمدي الليثي، رئيس شعبة الإتصالات بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات، قال إن سوق الاتصالات في مصر واعدة، وبها فرص كبيرة للنمو في مجال نقل البيانات والإنترنت، مشيراً إلى أن نسبة انتشار الإنترنت في القرى والمحافظات لا تتعدي 50% من عدد السكان، حيث إن عدد المستخدمين لا يتجاوز نحو 48 مليون مستخدم.
أضاف أن شركات الاتصالات في مصر تستهدف استثمار نحو 4.5 إلى 5 مليارات جنيه سنويا، بالإضافة إلى ضخ استثمارات حكومية لتطوير وتحديث البنى التحتية والشبكات، مشيراً إلى أن السوق تضم نحو 94 مليون مستخدم للمحمول، ونحو 8.6 مليون مستخدم للتليفون الأرضي، و6.5 ملايين مشترك للإنترنت الأرضي، ونحو 39 مليون مستخدم للإنترنت المحمول، مما يعظم من القيمة السوقية للسوق.
أوضح أن قطاع الإتصالات جذب نحو 90 مليار جنيه خلال آخر خمس سنوات، ويمثل أعلى معدلات نمو في الدولة بنسبة تصل إلى 16.8% بنهاية العام الجاري، حسب التقديرات الأولية لنمو القطاع، موضحاً أن مصر سوق ناشئة ومحفزة للاستثمارات العربية والأجنبية.
جدير بالذكر أن عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات،عقد اجتماعًا مع نظيره السعودي المهندس عبدالله بن عامر السواحة، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات ، بحضور السفير أحمد فاروق، سفير مصر لدى المملكة العربية السعودية؛ تناول اللقاء بحث التعاون بين البلدين في عدد من المجالات المتعلقة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومن أبرزها بناء القدرات، والاقتصاد الرقمي، والمدفوعات الإلكترونية.
جاء ذلك على هامش زيارة وزير الاتصالات إلي المملكة العربية السعودية، لرئاسة اجتماع الدورة العادية (46) للمكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات،والمشاركة في أعمال الدورة الـ23 لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات.
خلال اللقاء وقع الوزيران على مذكرة تفاهم بشأن تعزيز التعاون بين مصر والمملكة العربية السعودية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والاستفادة منه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تعود بالنفع على مواطني البلدين.
كما يشمل نطاق التعاون بين البلدين، وفقًا لبنود مذكرة التفاهم التي تصل مدتها الى 3 اعوام عددا من المجالات وهي: مجالات بناء القدرات البشرية، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، والذكاء الاصطناعي، والتعاون في مجال التوعية الرقمية والتحول الرقمي.
اتفق البلدان على بناء القدرات الرقمية للشباب من خلال التعاون بين الأكاديمية السعودية الرقمية في المملكة العربية السعودية ومعهد تكنولوجيا المعلومات في جمهورية مصر العربية لتطوير المناهج التدريبية في مسارات نوعية مرتبطة بالتقنيات الحديثة التي تواكب الثورة الصناعية الرابعة، مثل تطبيقات الأجهزة الذكية، وتطوير الألعاب الإلكترونية، وتطوير واجهات المستخدم، ولغة الآلة، وتطوير البرمجيات مفتوحة المصدر، وعلم البيانات وتحليله، والحوسبة السحابية، وتطوير الويب والوسائط المتعددة.
وفى نفس الوقت تشمل مجالات التعاون في هذا المحور تبادل الكوادر التدريبية لتنفيذ البرامج التدريبية المشتركة وتدريب المدربين، وإتاحة الفرصة لطلاب الأكاديمية والمعهد لتقديم مشروعات تطبيقية مشتركة في مجالات ومسارات البرامج، وكذلك التعاون في نقل نماذج العمل والشراكات الصناعية والتقنية بين الأكاديمية والمعهد.
تنص الاتفاقية على التعاون بين وكالة تنمية التقنية والقدرات الرقمية بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالمملكة العربية السعودية، ومركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال في هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بجمهورية مصر العربية في مجالات: تمكين رواد الأعمال في مجال التقنيات الرقمية الناشئة وتقديم الدعم اللازم لتعظيم المنافع الاقتصادية، وتفعيل دور مسرعات وحاضنات الأعمال والمستثمرين في مجال التقنيات الرقمية للاستثمار في المنشآت التقنية، وتنظيم مبادرة سعودية مصرية للإبداع التقني وريادة الأعمال لتكوين فرق مشتركة من الجانبين، تعمل على تطوير حلول ومنتجات تخدم المشروعات التقنية الكبيرة في البلدين، وتنظيم مؤتمرات ومسابقات مشتركة في مجال الإبداع التقني وريادة الأعمال تركز على أهم التقنيات المعمول بها عالميًا.
كما تتضمن مجالات التعاون تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في البلدين في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وكذلك التوعية الرقمية والتحول الرقمي لبناء مجتمع رقمي وحكومة رقمية تعتمد على الابتكار والقدرات الرقمية الفاعلة.
المهندس عمرو طلعت وزير الاتصالات، أكد إن هناك اهتمامًا كبيرًا من الرئيس السيسي بالشباب وقضاياه والاستماع إليه، وهذا ما انطلق منه الحوار الوطني لمنتديات شباب العالم والورش والندوات والفعاليات الأخري، مشيدا بدور الرئيس في التواصل مع الأفكار الشبابية ومعرفة متطلباته واحتياجاته، والعمل علي تنفيذ عدة مبادرات رئاسية لتنمية مهارات الشباب وتدريبهم علي أحدث المتطلبات وتجهيزهم لسوق العمل.
أضاف أن الرئيس السيسي أطلق عدة مبادرات تؤكد علي هذه الاستراتيجية، وتقوم وزارة الاتصالات علي تنفيذها بجدول زمني محدد وفق أهداف كل مبادرة، والتي تستهدف خلق جيل من الشباب قادر علي التعامل مع مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتكنولوجيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية والبلوكتشين، وغيرها من علوم البيانات والحاسب.
كم أوضح طلعت ، أن الرئيس وجه بتنفيذ أكبر مدينة للمعرفة الرقمية، والتي يتم تنفيذها على مساحة 250 فدانا داخل العاصمة الإدارية الجديدة، والمقرر حسب الخطة افتتاح المرحلة الأولي لها بداية عام 2021، والتي ستشهد إنشاء 4 مبانٍ تضم أكبر مكتبة رقمية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وإنشاء جامعة متخصصة في التكنولوجيات الحديثة، والتي ستضم كليات للذكاء الاصطناعي والبرمجيات المدمجة والدوائر الإلكترونية وعلوم الحاسب والبيانات.
أشار إلى أن الوزارة تسعى إلي توفير 25 ألف فرصة تدريب للشباب وخريجي الجامعات خلال عام 2020، بالتعاون مع عدة جهات، بالإضافة إلى مراكز التدريب والمعامل الرقمية التي تقوم الوزارة، بإنشائها داخل الجامعات ومراكز الشباب، مؤكدا علي أن الوزارة تقوم بإنشاء مركز الإبداع التكنولوجي بالعاصمة الإدارية بهدف توفير بيئة جيدة للابتكار ورواد الأعمال، والذي سيكون علي غرار النموذج الموجود بالعاصمة الفرنسية “باريس”، وتخطط لعقد ملتقي للإبداع والابتكار بالعاصمة الإدارية خلال 2020.
أضاف كذلك، أن الوزارة تسعي الي تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالاهتمام بالشباب وتدريبهم وتأهيلهم، موضحا أنه تم الانتهاء من تدريب 5 آلاف شاب مصري وإفريقي حتي الآن، ضمن المبادرة الرئاسية لتدريب 10 آلاف شاب مصرى وإفريقى على التطبيقات الرقمية والألعاب الإلكترونية لمدة 3 سنوات، التي تم إطلاقها خلال منتدي شباب العالم العام الماضي، وجارٍ تدريب المرحلة الثانية من الشباب خلال العام المقبل 2020.
أشار إلى إن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يعتمد علي الشباب، ويوفر نحو 250 ألف فرصة عمل في مصر خلال الفترة الماضية، مشيرا إلي أن منتدى شباب العالم يتم خلاله إنشاء منصات رقمية للتواصل مع الشباب في أكثر من 170 دولة، وهناك فرص جيدة للتعاون في عدة مجالات بالقطاع خلال الفترة المقبلة.
أستطرد قائلاً :إن المنتدي هذا العام يعتمد علي التكنولوجيا، وشهد مناقشة مجموعة من الموضوعات التكنولوجية مثل التحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة القائمة علي الذكاء الاصطناعى والبلوكتشين والجيل الخامس وقضايا الإبداع والابتكار وريادة الأعمال، كما يمثل المنتدى فرصة للشباب لتبادل الرؤى والفكر الإبداع علي الصعيد العالمي، مؤكداً أن إحدي المبادرات الرئاسية إنشاء الأكاديمية الرقمية الوطنية للتدريب لمتحدي الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تخدم شباب منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا التي يتم إنشاؤها وفق المعايير العالمية داخل العاصمة الإدارية الجديدة، مشيرًا إلي أن الرئيس أكد علي أنها ستخدم جميع متحدي الإعاقة في إفريقيا الدول العربية، بالإضافة إلي مصر، وسيتم العمل علي التوسع في برامج التكنولوجيا لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الهمم للاندماج في المجتمع.
كما أكد طلعت ، إن هناك اهتماما من القيادة السياسية بقضايا المرأة المصرية وتمكينها ودعمها، مشيرا إلي أن الوزارة تقوم حاليًا بعدة برامج لتمكين المرأة تكنولوجيًا وتأهيلها وتدريبها علي متطلبات سوق العمل، ومحاولة التوعية بأهمية الدور الذي تقوم به في المجتمع، وإتاحة الفرصة لها للعمل بشكل مناسب.