بنوك اليوم إختار بنكك
يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي ولايته الثالثة رئيساً لمصر في مناخ بالغ الصعوبة وتحديات جمة داخلياً وخارجياً تتطلب الكثير من العمل والرؤية والإصرار ، وبعيداً عن الملفات الخارجية يظل الاقتصاد ومواجهة الأزمات المتراكمة منذ عقود أكبر التحديات ، لكي تحقق مصر استقراراً اقتصادياً وتخرج من الموجة التضخمية الحادة التي عانت منها خلال الأعوام الأخيرة وبشكل خاص في عام 2023 .
ولاشك أن المرحلة الثانية من الإصلاح الإقتصادي وهي مرحلة الاصلاح الهيكلي واجهتها أزمات مستوردة من الخارج علي رأسها آثار جائحة كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت علي أغلب دول العالم ، ولكن التأثير علي مصر كان أكبر وأكثر فداحة لوجود أزمات ومشاكل هيكلية في الاقتصاد تراكمت علي مدار أكثر من 5 عقود ، لعل أبرزها العجز المزمن في الميزان التجاري الذي تسبب في تآكل احتياطيات مصر من العملات الحرة وقدرتها علي بناء احتياطيات قوية تمكنها من مواجهة الأزمات وتحقق استقراراً في أسعار الصرف .
وبدون الدخول في زحمة الأرقام فإن التحدي الأكبر أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي هو زيادة الانتاج في مختلف المجالات وبشكل خاص قطاعات الصناعة والزراعة والتكنولوجيا المتطورة ، بهدف تحقيق الاكتفاء محلياً والتوجه نحو زيادة الصادرات لتقليل العجز في الميزان التجاري ، وكان الرئيس قد وضع أمام الحكومة هدف رئيسي وهو تحقيق 100 مليار دولار صادرات ، وهو رقم ليس مستحيلاً بل قابل للتحقيق بشرط الادارة الجيدة للموارد والتركيز علي القطاعات الانتاجية والسلع التصديرية ، وهو مايتطلب إعطاء الأولوية القصوي للقطاع الصناعي وحل مشكلاته من ارتفاع أسعار الطاقة وتوفير المواد الخام اللازمة للصناعة ، وتوفير العمالة المدربة والمؤهلة من المدارس الصناعية المتخصصة .
الولاية الثالثة للرئيس تواجهها تحديات كبيرة ، ولكن مصر قادرة علي تجاوزها والعبور من الأزمات الحالية بالإدارة والعلم والتخطيط .
