أقبل الخريف علي مصر بأجوائه الرائعة ، فهو أفضل الفصول وأكثرها إعتدالاً في منطقتنا المناخية ، ودائماً مايكون الخريف هو عودة دورة النشاط الإقتصادي للتصاعد وبدء الموسم السياحي لمصرنا الحبيبة ، مما يعطي مؤشراً عن حجم العوائد المتوقعة من السياحة ، وتأثيرها علي الإحتياطي النقدي وقوة الإقتصاد ، خصوصاً وأن مصر مقبلة علي أحداث سياحية غاية في الروعة والجمال وننتظر أن تبهر العالم منها إفتتاح طريق الكباش بعد الترميم ، وبعدها قريباً إفتتاح المتحف المصري الكبير أكبر متاحف العالم وأثراها بدون منازع .
غير أن الخريف والربيع يرتبطان بحدثين إقتصاديين يعتبران الأهم علي مستوي العالم ، ففي الخريف يصدر البنك والصندوق الدوليين تقرير آفاق الاقتصاد العالمي، وذلك بحضور رؤساء البنوك المركزية ووزراء المالية من أغلب دول العالم ، وفيه يحدد رؤيته لمسارات حركة الإقتصاد العالمي ، وكل منطقة علي حدة ، وكل دولة تفصيلاً ، وأهم المؤثرات علي الاقتصاد العالمي ومكوناته، ويعطي روشته وتوجيهات ونصائح لراسمي السياسات المالية والإقتصادية علي مستوي العالم كله .
وفي الربيع يقوم البنك الدولي بتحديث تقريره عن الإقتصاد العالمي ، والعوامل المستجدة والمفاجئة التي أثرت فيه ، وإما أن يغير تقييماته لأداء الإقتصاد العالمي بالرفع أو الخفض ، أو يثبتها كما هي ، ويعطي رسالة عن الوضع العالمي لكل الدول .
وبين الربيع والخريف مايهمنا هنا بالتحديد هو أداء الإقتصاد المصري والتوقعات المستقبلية ، حيث رفع الصندوق توقعاته لنمو الإقتصاد المصري العام القادم إلي 5.5% وهي نسبة مقبولة ، وذلك علي الرغم من جائحة كورونا وتداعياتها ، التي ضربت إقتصادات بعض الدول وحولتها للنمو السلبي ، ومن حافظ علي نمو إيجابي فقد إنهارت معدلاته ، وهو مايعطي إشارة جيدة عن الوضع المستقبلي للإقتصاد المصري وقدرته علي المنافسة .