كتب ماجد فهمى
سؤال يتبادر دائماً الى الذهن ولا أستطيع أن أجد له إجابة : كيف نتخيل ،او نفترض ،أو نتوقع ، أو حتى نتمنى أن نحقق أى نجاح أو إنجاز على أى مستوى وفى اى مجال …وإختيار المسؤلين فى بلدنا ما زال يتم على اساس المعرفة الشخصية ، او المجاملات ، او المصالح المتبادلة ، أو بناءاً على ترشيح الاجهزة الأمنية لسلامة ونزاهة ذمتهم المالية فقط ، اذا كانت شروط الكفاءة والخبرة وتاريخ النجاحات والإنجازات السابقة والمهارة الإدارية ليست هى ، وهى فقط (بالإضافة بالطبع الى النزاهة المالية ) المعايير التى يتم بناءا عليها الإختيار – ماذا نتوقع سوى الفشل والإخفاق ؟
بالطبع سيأتى السؤال : ولماذا تفترض ان تلك هى أسس الإختيار وليست الكفاءة والخبرة ……الى اخره ؟ ردى ببساطة هو كيف يتم الترشيح للمناصب القيادية وما هى الجهة او الجهات المتخصصة التى تتولى بمهنية وبإسلوب علمى عملية البحث وتقييم مهارات المرشحين وتاريخهم المهنى ، وقياس مدى ملاءمتها لمتطلبات المنصب ثم التوصية بالأفضل والأنسب ؟ هل لدينا هذه الألية وهؤلاء الخبراء القادرون على القيام بتلك المهام ؟ الإجابة بالطبع لا .
سأكرر مرة أخرى فكرة سبق أن طرحتها فى مقالة سابقة أرى انها ستحقق الهدف الذى نصبوا اليه جميعا وهو اختيار المسؤلين على اسس الكفاءة والخبرة والقدرة على الإنجاز :-
اعتقد أننا بحاجة الى انشاء جهاز مستقل يتبع اداريا للقيادة السياسية لضمان استقلاليته على ان يتم اختيار القائمين عليه بعناية من خبراء التنمية البشرية والادارية المشهود لهم بالكفاءة والخبرة فى هذا المجال وتتلخص مهامه فى الاتى :
١-وضع المواصفات المطلوبة لشاغلي المناصب القيادية فى الدولة مثل الوزراء ، روساء الشركات ، روساء البنوك ……..الخ وتشمل تلك المواصفات الموءهلات العلمية ، المهارات الادارية ، المواصفات الشخصية ، الخبرات المطلوبة …….. الخ
٢-البحث عن المرشحين الذين تنطبق عليهم تلك المواصفات باسلوب علمى وادارى متطور لا تشوبه أى أهواء مع ابراز النجاحات والانجازات السابقة لتلك الاختيارات .
٣- يقوم الجهاز بتقديم الترشيحات المناسبة – لصاحب القرار – عند الحاجة الى تعيين او تغيير اى من القيادات المذكورة ليختار من ضمن الاسماء المرشحة .
٤- قد يشمل مهام الجهاز ايضا تقييم اداء المسؤول بصفة دورية لقياس حجم الانجاز ومدى النجاح فى تحقيق الاهداف المرتقبة ورفع تلك التقارير الى متخذ القرار لاتخاذ اللازم فى حالات الاخفاق وتجنب ضياع المزيد من الوقت والفرص .
اعتقد ان السبب الرئيسى وراء معظم مشاكلنا فى بلدنا العزيزة يكمن فى المثل الشعبى المعروف أننا..لا نعطى العيش لخبازه .