الجمعة , 22 نوفمبر 2024
ماجد فهمى رئيس مجلس إدارة بنك التنمية الصناعية سابقاً

ماجد فهمى رئيس بنك التنمية الصناعية السابق يكتب : الإختيار

كتب ماجد فهمى

هذا العنوان مقتبس من اسم المسلسل الوطنى الشهيرالذى عرض على شاشات التليفزيون فى شهر رمضان الماضى وحقق نسب مشاهدة مرتفعة .. العنوان مجرد كلمة من مفردات  قاموس اللغة العربية ، ولكن حين تتأمل فى المعنى والمدلول ستجد أنه كلمة السر فى حياة الافراد والمؤسسات وحتى الدول ، وهو الحد الفاصل بين الشىء ونقيضه ، السعادة أو الشقاء ؛ النجاح أو الفشل ، الاستقرار والرقى والتقدم أو التخلف والإنهيار والتقسيم .

اختياراتك هى التى تحدد مصيرك ، وحياتك فى الواقع ما هى الا  مجموعة اختيارات .. اذا اخترت مجال دراستك وتخصصك بما يتفق مع ميولك ستتفوق فى دراستك وحياتك العملية ويكون النجاح حليفك والعكس صحيح .. اذا اخترت الشخص المناسب ليكون أو تكون شريك حياتك تعيش حياة سعيدة مستقرة وعكس ذلك تماماً اذا اسات الاختيار، الفرق بين المؤسسات الناجحة وتلك الفاشلة المتعثرة هو فرق كفاءة الادارة التى تحددها اختيارات القائمين عليها ، وكذلك الدول والتى تختلف أوضاعها ومصير شعوبها بإختلاف كفاءة ومهارة قيادتها السياسية التى تحددها اختيارات الشعوب فى صناديق الانتخابات .

اذا اتفقنا على ذلك يأتى السؤال الهام وهو : كيف نختار وما هى آلية الاختيار ، وليكن حديثنا هنا على آلية اختيار القيادات والمسؤولين .. كيف يتم اختيار المسؤولين فى بلدنا وما هى المعايير  ، كيف يقوم رئيس الوزراء مثلا باختيار الوزراء فى حكومته ، أو كيف يختار الوزير القيادات فى وزارته ،  أو  محافظ البنك المركزى فى اختياره لقيادات البنوك …….الخ ؟ ما هى المعايير التى يتبعها كل من هؤلاء فى اختياراته ، وكيف نضمن جودة وحيادية تلك الاختيارات ؟ .. نعم هناك التقارير التى تقدمها الجهات الأمنية مسبقاً لضمان سلامة الاختيار من النواحى الأمنية والسياسية  ، ولكن من أو ماهى الجهات التى تضمن توافر عناصر الكفاءة الفنية والادارية ، والقدرة على إتخاذ القرار وتحقيق الانجازات المرتقبة  ، وبنفس القدر من الأهمية الصحة النفسية والتوازن النفسى للمسؤولين الذين يتم اختيارهم ؟

عانينا كثيراً ودفعت مصر ثمنا غاليا – على مدار عقود ماضية – من الفساد فى اختيار المسؤولين والذي  كان يعتمد على المجاملات  والمصالح المشتركة واختيار المحاسيب وأهل الثقة ، واستبعدت الكفاءات والعناصر الجيدة القادرة على الانجاز –  وكانت النتيجة ضياع  الكثير من الفرص وتدهور الأحوال الى ان وصلنا الى ثورة ٢٠١١ .

أعتقد اننا بحاجة الى انشاء جهاز مستقل يتبع ادارياً للقيادة السياسية لضمان استقلاليته على أن يتم اختيار القائمين عليه بعناية من خبراء التنمية البشرية والادارية المشهود لهم بالكفاءة والخبرة فى هذا المجال وتتلخص مهامه فى الاتى :

١- وضع المواصفات المطلوبة لشاغلي المناصب القيادية فى الدولة مثل الوزراء ، رؤساء الشركات ، رؤساء البنوك ……..الخ وتشمل تلك المواصفات الموءهلات العلمية ، المهارات الادارية ، المواصفات الشخصية ، الخبرات المطلوبة …….. الخ .

٢- البحث عن المرشحين الذين تنطبق عليهم تلك المواصفات بأسلوب علمى وادارى متطور لا تشوبه أى اهواء مع ابراز النجاحات والانجازات السابقة لتلك الاختيارات .

٣- يقوم الجهاز بتقديم الترشيحات المناسبة – لصاحب القرار – عند الحاجة إلى تعيين أو تغيير أى من القيادات المذكورة  ليختار من ضمن الأسماء المرشحة .

٤- قد يشمل مهام الجهاز أيضا تقييم أداء المسؤول بصفة دورية لقياس حجم الانجاز ومدى النجاح فى تحقيق الاهداف المرتقبة، ورفع تلك التقارير الى متخذ القرار لإتخاذ اللازم فى حالات الاخفاق وتجنب ضياع المزيد من الوقت والفرص .

شاهد أيضاً

محمد النجار يكتب لـ بنوك اليوم : التضخم من جديد !

  ليس هناك عدو للإقتصاد ألد من التضخم ، ولذلك تضع البنوك المركزية في العالم …