يبدو أن طرح بنك القاهرة في البورصة لم يعد بالأمر السهل أو اليسير ، خاصة بعد ظاهرة فيروس “كورونا” الذي إنتشر بشكل كبير وسريع للغاية في معظم بلدان العالم، الأمر الذي أثر سلبياً على إقتصاديات الدول كافة , على الرغم من إعلان البنك المركزي المصري عن طرح حصة تتراوح بين 20 و30% من أسهم البنك في البورصة المصرية قريباً.
خبراء القطاع المصرفي أكدوا أن إنتشار فيروس كورونا بلا شك سيؤثر سلباً على طرح أسهم بنك القاهرة في البورصة، الأمر الذي سيؤدي إلى تأجيل عملية الطرح خلال الفترة المقبلة ، وذلك على الرغم من الإعلان عن جاهزية البنك لإجراء عملية الطرح خلال شهر أبريل المقبل.
أضافوا أن خطط الشركات في جميع أنحاء العالم للطرح العام قد تأثرت بشكل كبير، خاصة وأن إنتشار فيروس كورونا أثر بشدة على بورصات الأسهم ، وقلل من رغبة المستثمرين في الإستثمارات الجديدة , لافتين إلى أن التوقيت المناسب للطرح يعتمد على عدة عوامل خاصة بالبورصة نفسها ، ومدى إستجابتها لجذب مزيداً من السيولة ، وعوامل خاصة بنوعية السهم المطروح ومدى إهتمام المؤسسات المحلية والأجنبية بالإستثمار من عدمه .
محمد عبدالعال الخبير المصرفي وعضو مجلس إدارة بنك قناة السويس ,قال أن الوقت المناسب للطرح مرتبط بتحسن المؤشرات الإقتصادية العالمية ، وبالتالي تحسن المؤشرات الإقتصادية المالية في مصر ، وتنشيط البورصة المصرية ، وقتها يكون الطرح مناسب , مشيراً إلى أن الفكرة ليست فقط في الطرح بل تكمن في تحقيق أهداف الطرح والوصول إلى القيمة السوقية الحقيقية له .
أضاف أنه ليس من المهم التعجل في طرح جزء من أسهم بنك القاهرة في البورصة من أجل الطرح فقط، بل لابد من دراسة الأمر بعناية حتي يتم تحقيق الأهداف المرجوة من الطرح , لافتاً إلى أن هناك ظروف تقتضي الإختيار الصحيح لتوقيت الطرح ، وهي مهمة المستشار المالي والإستشاري المشترك مع بنك القاهرة أو الدولة من أجل تسويق المنتج.
هاني أبو الفتوح الخبير المصرفي, أكد أنه كان من المقرر طرح حصة قد تتراوح بين 20 إلى 30% من أسهم بنك القاهرة في البورصة في منتصف شهر أبريل المقبل، وذلك طبقاً لخطة الطرح ونتائج الجولات الاستكشافية , لافتاً إلى أن فيروس “كورونا” قد يعوق عملية الطرح خلال هذا التوقيت .
أضاف أنه على الرغم من أن نتائج الجولة الترويجية الأولى للطرح أظهرت اهتماماً كبيراً من جانب صناديق إستثمار عالمية كبرى، إلا أن القلق العميق الذي أجتاح أسواق المال حول العالم خلق حالة من عدم اليقين بشأن شدة أثر الأزمة الإقتصادية المتوقعة حول العالم، وعدم اكتشاف علاج مؤكد للفيروس، الأمر الذي سيعمل على زيادة الفترة الزمنية اللازمة للتعامل مع الأزمة الحالية .
أشار إلى أن خطط الشركات في جميع أنحاء العالم للطرح العام قد تأثرت بشكل كبير، خاصة وأن انتشار فيروس كورونا أثر بشدة على بورصات الأسهم ، وقلل من رغبة المستثمرين في الإستثمارات الجديدة , لافتاً إلى أنه من المحتمل أن يتجه المستثمرون الذين يتابعون بمزيد من القلق الأوضاع الإقتصادية وأحوال أسواق المال إلى الإحتفاظ بالأموال في هذه المرحلة ، كخط دفاع أول لحماية استثماراتهم.
الدكتور حسام الغايش العضو المنتدب لشركة أسواق لتداول الأوراق المالية , يرى أنه مع استمرار خطة بنك القاهرة لطرح نسبة من 20 إلى 30% من أسهم البنك بالبورصة المصرية ، وذلك فى إطار برنامج الطروحات الحكومية ، خاصة وأن عملية الطرح ستكون لزيادة رأسمال البنك من خلال طرح حصة في سوق المال دون الإتجاه لبيع حصة لمستثمر، بهدف توسيع قاعدة الملكية بصفة عامة، سواء كان ذلك لعرب أو أجانب وبحدود معينة بحيث لاتذهب لعدد محدود من المستثمرين.
أضاف أن مديري الطرح قاموا بإتمام جولة ترويجية فى العديد من الدول العربية والأجنبية وكانت النتائج إيجابية ، وبالتالى فإن مديرى الطرح مستمرين فى إجراءات الطرح وفقاً للخطة الزمنية بحيث يتم الطرح منتصف شهر أبريل ، ولكن من الممكن إذا كانت أزمة فيروس كورونا مستمرة ولها تأثيرات كبيرة على أسواق المال العالمية أن يتم التأجيل .
أوضح أن هذا الطرح وفى توقيته قد يكون طوق النجاة للبورصة المصرية ،خاصة في ظل وجود إهتمام محلى من قبل كافة بنوك الإستثمار ومديرى صناديق الإستثمار بالدخول لهذا الطرح تحديداً، حيث أن بنك القاهرة يعد ثالث أكبر بنك حكومى فى مصر، وتم قيده في البورصة مطلع 2017 برأسمال 2.25 مليار جنيه مع العلم أن رأسماله الحالى هو 5 مليار جنيه , لافتاً إلى أن كافة المؤسسات الدولية تسعى لإقتناص فرصة للإستثمار فى القطاع المصرفي المصرى، حيث أن العائد على الإستثمار فى مصر من أعلى المعدلات فى العالم ، لأن متوسطة فى العالم 12% فى حين أنه فى مصر يصل ما بين 20 و25%، وبالتالى فإن المستثمرين فى العالم يتنظرون عملية طرح القاهرة فى البورصة المصرية، وذلك على الرغم من الأزمات المالية التى يمر بها العالم نتيجة أزمة فيروس كورونا ،وأيضا إنخفاض أسعار النفط عالمياً .
أضاف الغايش، أن هذا الطرح تحديداً ونظراً لأهميته وشغف المستثمرين والمؤسسات المالية بالإستثمار فيه سيكون التأثير محدود للغاية، وسيمثل طوق نجاة للبورصة المصرية فى هذا التوقيت تحديداً , مشيراً إلى أن التوقيت المناسب للطرح يعتمد على عدة عوامل خاصة بالبورصة نفسها ،ومدى استجابتها لجذب مزيداً من السيولة ، وعوامل خاصة بنوعية السهم المطروح ومدى اهتمام المؤسسات المحلية والأجنبية بالإستثمار به من عدمه .
يذكر أن طارق فايد رئيس بنك القاهرة , كان قد أعلن قال في وقت سابق إنه سيتم طرح البنك خلال الربع الأول أو الثانى من العام الحالى , كما أن البنك بدأ عملية الترويج لطرح حصة من اسهمه فى البورصة فى عدد من الأسواق الخارجية تمهيداً للطرح ما بين 30 ــ 40% فى البورصة ومن المتوقع أن تجمع ما بين 300 إلى 400 مليون دولار.
يعد بنك القاهرة ثالث أكبر البنوك الحكومية، وتم قيده فى البورصة مطلع 2017 برأسمال 2.25 مليار جنيه، ويدير الطرح المرتقب كل من شركتى هيرميس وإتش إس بى سى.
كما تستهدف الحكومة من برنامج الطروحات الحكومية خلال العام المالي الجاري توفير مايقرب من 10 مليارات جنيه كحصيلة ايرادية للموازنة العامة ، وذلك جراء طرح عدد من الشركات والبنوك الحكومية بالبورصة المصرية .