يتابع الجميع عن كثب كافة التطورات في سوق الذهب ، سواء كانوا مستثمرين أو أفراد عاديين، حيث يعتبر أحد أهم الوجهات الإستثمارية على مر التاريخ ، ويطلق عليه اسم “الملاذ الآمن” ، لكونه المنقذ الوحيد ، ومحل الثقة عند حدوث أزمات إقتصادية.
ويتأثر المعدن الأصفر بشدة بالأسواق العالمية إلى جانب ارتباطه عكسياً مع سعر الدولار الأمريكي عالمياً وليس مقابل الجنيه المصري، وتلقت أسعار الذهب دعماً خلال الفترة الماضية مع إشتعال الصراعات الخاصة بفرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية على واردات عدد من الدول إليها ، من بينهم الإتحاد الأوروبي والصين والمكسيك وكندا.
ولا تزال الأوضاع مشتعلة عالمياً مع ترقب القرار الأمريكي بفرض عقوبات جديدة على إيران، فضلاً عما يحدث في الأسواق الناشئة مثل البرازيل والأرجنتين وماليزيا من إضطرابات حادة في أسواقها ، ساهمت في هبوط شديد في عملاتها المحلية ، وبالتالي ازداد الإقبال على الذهب ما عزز أسعاره.
وينعكس كل ذلك وأكثر على أسعار المعدن النفيس محلياً في ظل معاناة أخرى تشهدها السوق في مصر ، بسبب إرتفاع الأسعار التي قللت من حركة الشراء، وكذلك مع إرتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري الذي دفع أسعاره لمزيد من الإرتفاع.
إيهاب واصف، عضو شعبة المعادن الثمينة فى الغرفة التجارية، قال إن الذهب يصعب التنبؤ بإتجاهاته ، بفضل إرتباطه بشكل كامل بالأسواق العالمية وسعر الدولار، فمع حدوث أي اضطرابات جيوسياسية في أي منطقة حيوية في العالم يرتفع المعدن الأصفر مباشرة، وفي حال إنتعاش أسواق الأسهم والدولار يتراجع الذهب ، لتفضيل المستثمرين تلك الوجهات الإستثمارية ذات العائد الأعلى.
أشار إلى أنه بالنسبة لحالة السوق محلياً ، فهي تعتبر مقبولة وليست بالجيدة مع زيادة طفيفة في الإقبال على شراء عيار ٢١ ، بعد انخفاض أسعار الذهب محلياً ولكن العاملين بالقطاع ما زالوا غير راضين عن أداء السوق هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.
أضاف واصف، أن حركة المبيعات المحلية انخفضت بنسبة ٧٠% تقريباً عن سابق عهدها قبل يناير ٢٠١١ ، مع تدهور الإقتصاد والهبوط الحاد في السياحة، التي كانت تشكل نسبة ٥% من إجمالي حجم المبيعات المحلية.
الدكتور صلاح الدين فهمي، أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر ، أكد أن الذهب يمر بمرحلة صعبة حالياً ، بسبب حالة عدم اليقين التي تشهدها الأسواق العالمية مع تصاعد المخاوف، بشأن نشوب حرب تجارية عالمية مع موجة التعريفات الجمركية التي تنوي أمريكا فرضها على الواردات السلعية لعدد من الدول ، حال عدم إبرام إتفاق تجاري مشترك.
أضاف فهمي، أن الذهب أيضاً قد يتجه للهبوط بسبب إتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى زيادة وتيرة رفع الفائدة في أمريكا ، الأمر الذي يعني صعوداً للدولار قد يتسبب في تراجع الطلب على المعدن الأصفر ، وبالتالي تنخفض أسعاره، لافتاً إلى أنه بالفعل تراجع إلى أدنى مستوى له في عام قبل أسابيع قليلة دون مستوى 1200 دولاراً للأوقية.
هاني أبو الفتوح ، الخبير المصرفي ، قال أن الإستثمار في الذهب يحظى بسمعة جيدة كأصل لحفظ الثروات ، على الرغم من التقلبات التي يمكن أن تحيط بأسعاره ،لأنه يبقي محافظاً على قيمته على المدي الطويل، ولذلك غالباً ما يوصي المستشارون الماليون بجعله جزئاً من المحفظة الإستثمارية.
أوضح أن الإستثمار في الذهب يعتبر من أفضل طرق الاستثمار خلال فترات الازمات المالية العالمية، بسبب إتجاه أسعاره إلى الإرتفاع ، ما يحقق فرص لتحقيق أرباح، كما أنه منذ القدم أعتبر ملاذاً آمناً على مر التاريخ نظراً لإحتفاظة بقيمتة وقت الأزمات.
أضاف قائلاً : يلجأ المستثمرون في فترات الأزمات العالمية إلى الإستثمار في الذهب والهروب من العملات الورقية إلى الأصول الملموسة، نتيجة تآكل القيمة الحقيقية للعملات ، بسبب لجوء البنوك المركزية لطباعة العملات ، ما يفقدها قيمتها الحقيقية ويؤدي إلى التضخم.