الإثنين , 20 يناير 2025
عبداللطيف رجب رئيس تحرير بنوك اليوم

عبداللطيف رجب يكتب : رحل 2024 .. العام الأصعب !

كتب :عبداللطيف رجب

“و رحل عام 2024 غير مأسوفاً على شبابه” .. رحل العام الأصعب على مدار السنوات العشر الأخيرة  ، لقد كان فعلاً عام 2024 عاماً صعباً بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، لأنه كان عاماً مليئاً بالتحديات والصعوبات الإقتصادية، بالإضافة إلى حدوث الكثير من التغيرات السياسية التى كان لها تداعياتها المباشرة وغير المباشرة على الإقتصاد المصرى.

فقد شهد هذا العام وصول سعر صرف الدولار بالسوق الرسمية “البنوك” لمستويات لم يشهدها من قبل ، حيث راح الدولار ليتجاوز مستوى الـ 50 جنيه فى سابقة لم تحدث من قبل ، ولم يكن أحد يتخيل أن يصل سعر الدولار لهذا المستوى التاريخى ، ولهذا كان هناك تأثير مباشر على كافة أسعار السلع سواء السلع المعمرة أو الإستهلاكية ، بالإضافة لأسعار الذهب والسيارات والعقارات التى راحت أيضاً لتسجل مستويات قياسية جديدة .

والحقيقة رغم كافة المحاولات التى بذلتها سواء الحكومة أو البنك المركزى لضبط السوق المالية وكذلك السوق النقدية ، إلا أن الأمر كان بجد خطير للغاية وفاق أغلب التوقعات حتى المتشائمة منها ، لأنه لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يصل الأمر لهذا الحد ، ولكن كان الرهان على قوة تحمل الشعب المصرى البطل ، الذى يفطن جيداً لكل هذه المتغيرات والتدابير التى تحاك لهذا البلد القوى الأمين .

وبالتالى لم يكن من الصعوبة على هذا الشعب أن يتحمل تلك الظروف الإقتصادية الصعبة، وذلك لأنه يعلم أن هناك نور فى نهاية هذا النفق المظلم ، ولأنه يثق تماماً أن هناك قيادة سياسية حكيمة تعمل ليل نهار من أجل رفعة وبناء المواطن المصرى، الذى تحمل ومازال يتحمل لنتجاوز معاً تلك الظروف القاسية التى يمر بها الإقتصاد المصرى .

كان 2024 بكل صدق عاماً صعباً .. ولكن فى الجانب المقابل كان هناك بنك مركزى قوى ، قام على مدار العام بإتخاذ كافة الإجراءات والقرارات التى من شأنها ضبط السوق والحفاظ على إستقراره ، وذلك على الرغم من كافة المتغيرات المحيطة سواء الداخلية أو الخارجية .

ولهذا نجد أنه فى ظل تلك التحديات الصعبة حافظ البنك المركزى على وجود إحتياطى دولارى من النقدى الأجنبى يعد مقبولاً ، حيث سجل الإحتياطى النقدى رقماً قياسياً بنهاية 2024 ، حيث ارتفع صافي الاحتياطات الأجنبية في البنك المركزي المصري إلى 47.1 مليار دولار، بنهاية ديسمبر 2024 .

وقال البنك المركزي إن صافى الاحتياطيات الأجنبية ارتفع إلى 47.1 مليار دولار، بنهاية ديسمبر الماضي مقارنة بنحو 46.95 مليار دولار في نهاية شهر نوفمبر 2024، خاصة أن مصر تستورد بما يعادل متوسط 7 مليارات دولار شهريًا من السلع والمنتجات من الخارج بإجمالي سنوي يقدر بأكثر من 70 مليار دولار.

أضف لماسبق أنه بالنظر إلى الإحتياطى النقدى الحالى  نلاحظ أن المتوسط الحالي للاحتياطي من النقد الأجنبي  يغطى نحو 8 أشهر من الواردات السلعية لمصر ، وهى أعلى من المتوسط العالمي البالغ نحو 3 أشهر من الواردات السلعية لمصر، بما يؤمن احتياجات مصر من السلع الأساسية والاستراتيجية.

خلاصة القول .. شهدت مصر تأثر الموارد من القطاعات المدرة للعملة الصعبة مثل الصادرات والسياحة وقناة السويس بسبب الظروف التي تشهدها المنطقة، إلا أن مصادر أخرى للعملة الصعبة مثل تحويلات المصريين في الخارج التي وصلت إلى مستوى قياسي ساهمت في دعم الاحتياطي النقدي ، وهو ما يعطى أشارة أمل أن القادم أفضل بأذن الله .

 

شاهد أيضاً

عبداللطيف رجب يكتب :صندوق النقد الدولى و الإشتراطات !

شكك البعض من المتابعين للوسط الإقتصادى فى مدى قدرة مصر على مراجعة صندوق النقد الدولى …