الجمعة , 29 مارس 2024
عبداللطيف رجب رئيس تحرير بنوك اليوم

عبداللطيف رجب يكتب: حكاية البنوك الأجنبية .. و«الرتيل» !

كتب عبداللطيف رجب

منذ وقت بعيد والبنوك الخاصة والأجنبية كان لها تواجد كبير فى السوق المصرفية المصرية، إلا أن هذا التواجد كان يصب فى المقام الأول فى مصلحة تلك البنوك الإستثمارية التى كانت تركز فقط على نشاط التجزئة المصرفية “الرتيل” ، وذلك دون الإلتفات من بعيد أو قريب للمشروعات التى تخدم الإقتصاد المصرى “المشروعات القومية”.

ولكن يبدو أن الحكومة المصرية فطنت جيداً لهذا الأمر ، ولذلك شرعت منذ فترة فى عقد جلسات وإجتماعات مع القيادات العليا لتلك البنوك لحثها بشكل أو بأخر على الإنخراط فى المشروعات القومية ، التى يحمل عبء تمويلها على مر السينين البنوك الحكومية أو البنوك العامة .

ولهذا قام الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ، خلال الأونة الأخيرة بمحاولة إشراك تلك الكيانات المصرفية بشكل أكبر فى الدخول بحصص تمويلية فى المشروعات الإستثمارية الضخمة التى تنفذها الدولة المصرية ، ولعل أخر هذة الإجتماعات كان لقائه بوفد بنك كريدى أجريكول – مصر ، الذى أبدى فيه  تطلعه لزيادة حجم أعمال البنك كريدي بالسوق المصرى خلال الفترة القادمة.

أكد الدكتور مدبولى ، أن القطاعات الثلاثة التي تحظى بالأولوية في خطة الإصلاح الهيكلي التي تتبناها الحكومة المصرية، وهي الصناعة والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث التقى خلال تواجده بفرنسا مؤخراً بـ “فيليب براساك” المدير العام لبنك كريدي أجريكول، وذلك بحضور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، محمد معيط وزير المالية.

وفى نفس الوقت أشاد براساك، بالتحسن الذي شهده مناخ الأعمال في مصر خلال الفترة الأخيرة، معرباً عن تطلعه لاستكشاف مزيد من فرص التعاون في السوق المصري.

أكد “براساك” ، تطلع البنك لعلاقات تعاون وشراكة ممتدة مع مصر، وأن البنك سيتواصل مع مسؤولي وزارة المالية فيما يخص مجالات التعاون المحتملة.

وفى تصورى أن هذا التوجه من جانب الحكومة المصرية يعد توجهاً محموداً ، خاصة أن تلك البنوك الإستثمارية عادة ما كان ينصب تركيزها فقط على الإستثمار السريع والمتمثل فى التجزئة المصرفية والقروض الإستهلاكية ، وتلك القروض لا تفيد الإقتصاد المصرى بأى شىء ، وبالتالى كان من الضرورى عقد تلك اللقاءات لمحاولة جذب تلك المصارف الضخمة للمساهمة التمويلية فى المشروعات الضخمة التى تصب فى مصلحة الإقتصاد القومى.

شاهد أيضاً

عبداللطيف رجب يكتب :«2024» .. والإلتزامات المالية !

على مدار أكثر من سنة ونصف .. تواجه الحكومة المصرية ضغوطاً بشأن قدرتها على توفير …