بدون شك فإن القروض المشتركة تعتبر من الأدوات التمويلية التي تستخدمها البنوك ، وذلك نظراً لما تسهم به في زيادة المحافظ التمويلية للبنوك وزيادة ربحيتها ، وذلك في ضوء العمولات المختلفة التي تحصل عليها البنوك، نتيجة لترتيبات القروض المشتركة كمدير للتمويل أووكيل الضمانات أوالحسابات.
وبالتالى فإن إقبال البنوك على الدخول في تحالفات لتمويل قروض مشتركة يرحع إلى عدة اعتبارات، أبرزها تقليل المخاطر الإئتمانية، حيث يتم توزيع عبء التمويل بين عدة جهات مصرفية ، بالإضافة إلى أن هذه القروض تمكّن البنوك من تحقيق عائدات جيدة من الفوائد والعمولات دون الإضطرار إلى تمويل المشروع بالكامل، وكذلك تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البنوك، وتحقيق انتشار وسمعة أوسع في السوق المصرفية.
بالإضافة لذلك ففي ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها القطاع المصرفي ، عاد مصطلح القروض المشتركة ليتصدر المشهد مجددًا، وذلك بعد أن نجح تحالف مصرفي بقيادة بنك مصر، بصفته المرتب الرئيسي الأولي ومسوق التمويل ووكيل التمويل ووكيل الضمان وبنك الحساب، وبنك أبوظبي التجاري-مصر، بصفته مقرضًا، في ترتيب قرض مشترك طويل الأجل بقيمة 1.3 مليار جنيه لصالح شركة الشرق الأوسط للاستثمار العقاري والسياحي، إحدى شركات مجموعة بالم هيلز للتعمير، وأن هذا التحرك يطرح تساؤلات حول دوافع عودة القروض المشتركة.
ومن الواضح أن تلك العوامل ساهمت في عودة القروض المشتركة إلى الواجهة، من بينها ارتفاع تكلفة الإقتراض الفردي في ظل التغيرات المستمرة في أسعار الفائدة، وما يصاحب ذلك من قيود على السيولة المتاحة لدى البنوك ، كما أن تزايد حجم المشروعات الاستثمارية، لاسيما في مجالات العقارات والبنية التحتية والسياحة، فرض الحاجة إلى تمويلات ضخمة لا يستطيع بنك واحد تحملها بمفرده ، بالإضافة إلى رغبة البنوك في تقليل حجم المخاطر المرتبطة بالإقراض، وذلك من خلال توزيع التمويل بين عدد من البنوك المشاركة، ولا يمكن إغفال الدور الذي تلعبه بعض الحكومات في تشجيع هذه النوعية من التمويلات لدفع عجلة التنمية.
ويمكن القول أن من أبرز أسباب أقبال البنوك على الدخول فى القروض المشتركة تقليل المخاطر الائتمانية، حيث يتم توزيع عبء التمويل بين عدة جهات مصرفية ، كما أن هذه القروض تمكّن البنوك من تحقيق عائدات جيدة من الفوائد والعمولات دون الاضطرار إلى تمويل المشروع بالكامل، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البنوك، وكذلك تحقيق انتشار وسمعة أوسع في السوق المصرفية.
كما أن القروض المشتركة تتمتع بعدة مزايا تجعلها خيارًا مثاليًا لتمويل المشروعات الكبرى، فهي تتيح توزيع المخاطر بين البنوك المشاركة، مما يقلل من تداعيات تعثر أي مشروع على مؤسسة واحدة، بالإضافة إلى أنها تساعد في توفير التمويل اللازم للمشروعات الضخمة التي تتجاوز قدرات بنك واحد، وتمنح الشركات المقترضة مرونة في التفاوض مع جهة واحدة تمثل التحالف البنكي بدلاً من التفاوض مع كل بنك على حدة ، إلى جانب ذلك، فإن المنافسة بين البنوك ضمن التحالف قد تسهم في تقديم شروط تمويلية تنافسية ، وذلك من حيث أسعار الفائدة وفترات السداد.