رصدت فروع البنوك وشركات الصىرافة تزايد الإقبال على شراء الريال السعودى ، وذلك من قبل العملاء الراغبين فى قضاء فريضة العمرة بمناسبة شهر رمضان الكريم .
كما ساهم الإتفاق الذى وقعته البنوك العامة الثلاثة الأهلى المصرى ومصر والقاهرة مع إتحاد الغرف السياحية، تحت مظلة البنك المركزى المصرى، فى تدبير إحتياجات شركات السياحة من العملة السعودية ، كما تقوم البنوك بتدبير الريال السعودى لعملائها من الأفراد بواقع ٢٠٠٠ريال بشرط أن يكون عميل البنك .
إنخفض سعر الريال أمام الجنيه بواقع 4 قروش ، ليسجل متوسط سعر الريال السعودى لدى البنك المركزى نحو 4.53 جنيه للشراء ، 4.55جنيه للبيع، وذلك فى أعقاب هبوط الدولار أمام الجنيه لأدنى مستوى له فى عامين ، بفعل زيادة التدفقات النقدية ، حيث يرتبط سعر الريال السعودى فى تحديد سعره أمام الجنيه بسعر الدولار ، الأمر الذى دفعه للإنخفاض أمام الجنيه ، رغم زيادة الإقبال عليه فى الوقت الراهن بسبب موسم عمرة شهر رمضان المبارك .
ويتزايد المعروض للبيع من الريال السعودى فى شهور الصيف ، وذلك مع عودة المصريين العاملين بالخارج لقضاء إجازة الصيف بالقاهرة ، ولتوافد السياحة الخليجية ، وكذلك فى المناسبات بسبب تدفق العملة السعودية عبر الحوالات من المصريين العاملين بالخارج لأقاربهم بمصر .
ورغم أن شركات الصرافة كانت تفضل شراء الريال السعودى من العملاء فى فترات سابقة ، إلا أنها باتت تعزف عن هذا الأمر فى الوقت الراهن ، فى ظل عدم إمكانية بيع الريال السعودى للبنوك واستبداله بالدولار ، كما كان يحدث فى الماضى ، وهو أحد مطالب شركات الصرافة التى تقدمت بها للبنك المركزى .
ولقد قامت بنوك الأهلى المصرى ومصر والقاهرة ، بتلبية إحتياجات جميع العملاء من الريالات السعودية، شريطة تقديم المستندات التى تشمل جواز سفر سارٍ وتأشيرة السفر وحجز تذكرة الطيران.
كما نجح البنك المركزى فى إنهاء أزمة تدبير الريال السعودى للشركات السياحية منذ إطلاق بروتوكول بين بنوك الأهلى المصرى ومصر والقاهرة والإتحاد المصرى للغرف السياحية، الأمر الذى تم برعاية “المركزى” وساهم فى تلبية إحتياجات العملاء من الريال، وخفف من الضغوط .
ووضعت بنوك الأهلي المصرى ومصر والقاهرة ، حدًا أقصى لتدبير الريال السعودي، على تأشيرة عمرة رمضان، سواء لعملاء أو غير عملاء البنك.
ويتباين الحد الأقصى لتدبير الريال السعودي من بنك إلى أخر، وكذلك يختلف التدبير داخل البنك الواحد على حسب عميل أو غير عميل البنك ، ولكن البنوك الثلاثة تشترط ضرورة توفير صورة من تأشيرة السفر للعمرة ،وكذلك جواز السفر كشرط لتدبير الريال السعودي ،وذلك لإطلاع البنوك على غرض شراء الريال.
ويتيح البنك الأهلى المصرى ألف ريال سعودي، سواء لعميل البنك أو غير العميل ،وفي بعض الأحيان يدبر البنك أكثر من ألف ريال سعودي للعملاء المميزين بموافقة مدير الفرع ، كما يتيح بنك مصر تدبير حتى ألفين ريال سعودي كحد أقصى لعملاء البنك وألف ريال سعودي لغير عملاء البنك أو ما يعادلها من عملات أجنبية أخرى.
ويصل الحد الأقصى لتدبير الريال السعودى ببنك القاهرة إلى 3 آلاف ريال ،سواء لعميل أو غير عميل البنك، بشرط توافر التأشيرة وجواز السفر.
ورصد مسؤلو شركات الصرافة تراجع الإقبال على شراء الريال السعودى بالسوق المحلية، فى ظل قيام البنوك عبر مظلة البنك المركزى بتدبير إحتياجات شركات السياحة من العملة السعودية، وتقوم المصارف عبر هذه الآلية بتدبير ما يزيد على 750 مليون ريال سعودى، لشركات السياحة لتدبير إحتياجات الشركات، وهو الأمر الذى خفف الضغوط على العملة السعودية.
وهناك عامل أخر ساهم فى تخفيف الضغوط على الريال السعودى، وهو قيام البنوك بتقديم البطاقات المدفوعة مقدما ،والتى يمكن إستخدامها بالخارج ،وكذلك يقوم عدد كبير من المعتمرين بالشراء بالبطاقات عبر الانترنت ،وهو ما يجعلهم ليسوا فى حاجة للإحتفاظ بمبالغ كبيرة بالعملة السعودية .
عبد العزيز الصعيدى مدير عام فرع أحد البنوك الخاصة ،رصد إقبال العملاء على شراء الريال السعودى ،وذلك مع حلول موسم عمرة شهر رمضان الكريم ،حيث يفضل عدد كبير من العملاء قضاء فريضة العمرة فى العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم.
أوضح أن البنوك قامت خلال السنوات الثلاثة الماضية بتدبير كافة إحتياجات العملاء وشركات السياحة من الريال السعودى ، وذلك من خلال الإتفاقية التى تم توقيعها بين البنوك وإتحاد الغرف السياحية تحت مظلة البنك المركزى .
أشار الصعيدى، إلى أن بطاقات المشريات والمدفوعة مقدماً باتت تلبى للعملاء إحتياجاتهم من العملة السعودية ،الأمر الذى يخفف حدة الإقبال على شراء الريال السعودى كما كان معتاد فى الفترات السابقة .
طارق عبد الكريم المدير التنفيذى لإحدى شركات الصرافة، قال أن الطلب على الريال السعودى موسمى ومترتبط بتوقيتات العمرة ، مشيراً إلى أن الطلب يتزايد بشكل كبير فى شهر رمضان مع رغبة العملاء فى قضاء فريضة العمرة، وخاصة فى العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك .
أضاف أنه بوجه عام يلجأ لشركات الصرافة نسبة قليلة من العملاء ، حيث باتت الغالبية العظمى من العملاء تقوم بالحصول على إحتياجاتها من الريال من البنوك التى تتعامل معها ، وذلك مع إلتزام المصارف بتلبية إحتياجات عملائها ، مع توافر جواز السفر ، والتأشيرة.
أوضح أن الشركات لم تعد تفضل شراء العملة السعودية من العملاء فى ظل عدم قبول البنوك بإستبدالها بالدولار ، كما كان يحدث فى الفترات السابقة .
طلعت الشهابى الخبير المصرفى، قال أن العملة السعودية من العملات التى بها وفرة على مستوى العرض والطلب ، حيث تأتى فى مقدمة العملات العربية من حيث الطلب عليها من قبل الأفراد وشركات السياحة ، وذلك لكونها ترتبط بموسم العمرة ، لذلك يتزايد الطلب عليها فى هذا التوقيت من كل عام لرغبة العملاء فى قضاء فريضة العمرة فى شهر رمضان الكريم .
أضاف أن الإتفاقية التى قامت بها البنوك بالتعاون مع إتحاد الغرف السياحية ساهمت فى تخفيف الضغوط عن العملة السعودية ،كما أن زيادة حركة التحويلات الوافدة بالعملة السعودية من المصريين العاملين بالخارج عززت من زيادة المعروض من الريال بما يكفى الطلبات ، مشيراً إلى أن البنوك توفر العملة السعودية لعملائها الذين لديهم التأشيرة وجواز السفر ، وهناك مصارف توفر حتى 2000 ريال للعميل .
وكانت العملة السعودية قد شهدت إقبال كبير عليها فى فترات سابقة قبل تحرير سعر الصرف ، وكان بها سعر غير رسمى ، ولكن مع إتخاذ قرار التعويم ، ونجاح الآلية التى قامت بها البنوك بالتعاون مع إتحاد الغرف السياحية ، فى تدبير إحتياجات الشركات بدلاً من اللجوء للسوق الموازية .