الإقتصاد والسياسة لاينفصلان ، ولكي تطور إقتصادك وتحقق النمو المرجو يجب أن تبتعد عن الصراعات بتكلفتها الهائلة إلا مايفرض عليك فرضاً ، ولذلك تدير مصر سياساتها الخارجية بحكمة وصبر ورؤية ، ولا تتخذ قراراً إلا بعد دراسة متأنية لكل الجوانب وبدعم من المجتمع الدولي .
خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخير في قاعدة براني وجه رسائل واضحة وفي منتهي القوة والحكمة ، وهي محددات للسياسة الخارجية المصرية التي إنتهجها الرئيس منذ عام 2014 وحتي الآن .
- مصر تمتلك القوة ولكنها القوة الرشيدة التي لاتعتدي ،ولكن تحافظ علي أمنها وأمن شعبها وأمن وحقوق دول الجوار.
- مصر لاتتحرك في أي ملف بمعزل عن المجتمع الدولي ، ولكن تحركاتها مرتبطة بالمواثيق والمعاهدات الدولية.
- الخط الطولي بين سرت شمالاً وواحة الجفرة جنوباً .. خط أحمر بالنسبة لمصر.
- مصر لن تتدخل في ليبيا إلا بموافقة وطلب من الشعب الليبي ، للحفاظ علي أمن ووحدة ليبيا ولإعادة المفاوضات طبقاً لإتفاق برلين وإتفاق الصخيرا وإعلان القاهرة .
هذه هي أهم الرسائل اللي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وكان لها صدي وتأييد من كثير من دول العالم، وتأييد مطلق من الشارع المصري ، وأيضاً تأييد من مجلس الشعب الليبي، ومن مجلس القبائل والمدن التى أعلنت قبولها وتأييدها لخطاب الرئيس ، وهو ما يضع مصر أمام دورها العربي، لحماية أمنها والأمن العربي ضد أي تدخلات ومطامع خارجية ، خصوصاً من الأطماع التركية التي باتت تهدد الأمن العربي ، بعد أن قامت تركيا بالاستيلاء علي جزء من سوريا ، وتحويل التعامل فيه بالعملة التركية ، وكذلك تدخلاتها الحالية في شمال العراق، بحجة مقاومة الإرهاب ، بينما الداعم والممول الرئيسي للإرهاب هو قطر وتركيا.