نظمت جامعة مصر للمعلوماتية، ندوة بعنوان “تحول إلى رائد أعمال.. المفاهيم والأدوات” والتي حاضر فيها الدكتور حسام عثمان مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ورئيس مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال (TIEC) ، ونائب الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA)، بمقر الجامعة في مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بحضور الدكتورة ريم بهجت رئيس الجامعة وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وجمع من الطلاب.
الدكتور حسام عثمان مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ورئيس مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال (TIEC)، قال أن ريادة الأعمال عبارة عن تأسيس مشروع بفكرة جديدة تعتمد على الإبداع بما يجعله ينمو بسرعة متناهية، لذلك هناك فرق كبير بين المشروعات الصغيرة والشركات الناشئة، وبالنظر إلى حركة منظومة الأعمال العالمية سنكتشف أن أكبر 10 شركات في العالم 7 منها تعمل في مجال التكنولوجيا، لذلك بات هذا القطاع هو المتصدر والمسيطر على “بوصلة البيزنس”.
قال “عثمان”، خلال الندوة التي حضرها جمع من الطلاب كيفية التحول إلى رائد أعمال وما يتطلبه ذلك لتحقيق الهدف، مدللا على ذلك بتجارب أصحاب الشركات الناشئة التي حققت نجاحات كبيرة بالقطاعات المختلفة في مصر خلال الفترة الماضية.
أشار إلى أن الإبداع في مجال الشركات الناشئة يضمن للقائمين عليها مستقبل مزدهر، منوهاً إلى أن هناك شركات عدد الموظفين بها قليل للغاية ولكن قيمتها كبيرة جداً، ومثال على ذلك استحواذ شركة فيسبوك على منصة إنستجرام بقيمة مليار دولار وقت أن كان عدد الموظفين بها 13 موظفا فقط.
أضاف، أن من خصائص الشركات الناشئة أنها لا تعتمد في التمويل على البنوك لعدم ملكيتها أصولا، وبالتالي تتجه نحو صناديق رأس المال المخاطر للحصول على التمويل اللازم لها، وهذا القطاع شهد مؤخراً نمواً كبيرا لدى الشباب ومتابعته لما يمثله من فرص واعدة لهم.
أشار عثمان خلال ندوة “تحول إلى رائد أعمال.. المفاهيم والأدوات”، إلى أن حجم عمل الشركات الناشئة بلغ نحو 483 مليار دولار في العالم خلال عام 2022 وهو ما يدل على اهتمام العالم بهذا القطاع، موضحا أن البعض يكون لديه تخوف من عدم النجاح، وهو الأمر الذي يعطل الكثير عن الأفكار الجيدة، لذلك يجب على الشباب أن يتفهم أن الفشل ليس عيبا فالمهم “الفشل السريع” وأن تستفيد من تلك التجربة في تجربة جديدة.
المهندس حسام مجاهد، رئيس مجلس إدارة شركة اتصال، أكد ضرورة تعظيم الفرص المتاحة في السوق المصرية والاهتمام برواد الأعمال وتذليل جميع الصعاب التي تواجههم والعمل على تطويع أفكارهم لحل مشاكل المجتمع.
أضاف، أن اتصال لديها التزام تجاه الشركات الصغيرة والناشئة في توفير كل سبل الدعم والاحتضان من خلال الأنشطة المختلفة التي تقوم بها ، خاصة وأن حاضنة الأعمال “ابني” التابعة لـ اتصال نجحت في احتضان 34 شركة مصرية ، وهذه الشركات نجحت في اجتذاب استثمارات بلغت في إجماليها 24 مليون جنيه ووفرت 273 فرصة عمل .
جاء ذلك خلال لقاء المائدة المستديرة الشهري، الذي جاء بعنوان “موقف ريادة الأعمال في مصر”، وتوفير الرعاية الملائمة للشركات الناشئة ، حيث دعا المشاركون في حوار المائدة المستديرة الذي عقدته شركة اتصال إلى ضرورة الاهتمام بالعملية التعليمية لدى النشء من الصغر في مجالات الإبداع والابتكار وريادة الأعمال، وذلك من خلال تدريس بعض المواد النظرية والعملية حول ريادة الأعمال، خاصة أن السوق المصرية تعاني من قلة أعداد الشركات الناشئة، مقارنة بالوضع العالمي رغم اهتمام وزارة الاتصالات ممثلة في هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا” بهذا المحور، وزيادة أعداد الخريجين من الجامعات المصرية.
ناقش المشاركون المنظومة التعليمية التي لا تولي اهتماماً كبيراً برفع كفاءة الخريجين وأعدادهم الإعداد الجيد لسوق العمل ، وذلك رغم كبر أعدادهم إلا أنهم يعانون من نقص الخبرات والمهارات التي تؤهلهم لسد الفجوة في سوق العمل ، وضرورة العمل على تحديث المناهج التعليمية في الجامعات المصرية.
أكد المشاركون ايضاً على ضرورة العمل على تعزيز وضع مصر على الخريطة العالمية لريادة الأعمال والإبداع التكنولوجي ، وذلك من خلال مضاعفة عدد الشركات العاملة في هذا المجال في مصر ، وعقد المزيد من الشراكات المحلية والإقليمية والدولية، بهدف تشجيع الاستثمار في الشركات الناشئة المصرية ، وجذب رؤوس الأموال والتمويلات إليها في ظل الاوضاع العالمية الحالية.
طالب المتحدثون بضرورة توفير المناخ الصحي والسليم لنمو هذه الشركات ، خاصة وأن هذه الشركات سريعا ما تخرج خارج البلاد وتقوم بالإستحواذ عليها شركات إما أوروبية أو خليجية في ظل ندرة المستثمرين المحليين في هذا المجال .
كما طالبوا بضرورة العمل علي وضع تشريعات تقف في صف الشركات المصرية ورواد الأعمال والتي من شأنها تشجيع المنتج المحلي وتطبيق هذه القوانين والتشريعات بالفعل والا تظل حبيسة الأدراج في مواجهة المنافسة الشرسة من الشركات العالمية ، مع ضرورة مساعدة رواد الأعمال والمبتكرين في توفير بعض الاعتمادات المالية لمساعدة الشركات على نمو أعمالهم بدلا من الاعتماد على مستثمرين خارجيين.
أثار المتحدثون أهمية دور الحكومة في تنمية الأعمال ليس عن طريق المشاركة بإنشاء الحاضنات في الجهات الحكومية ولكن بأن تلعب دورها الحقيقي وهو التنظيم والرقابة ، مؤكدين انه اذا لم يتمتع المنتج المصري بأولوية في الاستخدام في وطنه فإن فرص التصدير تتضاءل.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات “CIT”، عن ملامح خطتها المستقبلية لبعثات الترويج ، وبحث التوسع الإقليمي في القارة السمراء حتى نهاية 2023، حيث تضمنت هذه الرؤية 8 دول أفريقية رئيسية ، ضمت كلاً من: زامبيا وتنزانيا وأوغندا ورواندا وزيمبابوي وكوتفوار وغانا والسنغال.
جاء ذلك على هامش فعاليات المؤتمر الذي انعقد للإعلان عن نتائج بعثة الغرفة، بمصاحبة 10 شركات من الأعضاء إلى دولة زامبيا لعقد عدد من اللقاءات الثنائية والمشاركة ضمن أعمال قمة الابتكار الأفريقية.
عقد المؤتمر بمشاركة كل من حازم نبيل، نائب الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”، وأحمد السبكي عضو مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهبة جامع مدير عام الغرفة.
خالد إبراهيم رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، قال إنه لمن دواعي سروري أن ألتقي بكم للإعلان عن رؤيتنا المستقبلية للتوسع في القارة السمراء، وذلك تحت مظلة مبادرة GoToAfrica التي أطلقتها الغرفة يونيو الماضي لتعزز مكانة الشركات المصرية في الأسواق الإقليمية وتواكب رؤى وطموحات القيادة السياسية في مصر.
أضاف، تعمل الغرفة على ترسيخ التعاون المصري الأفريقي في مجالات التحول الرقمي وتنمية البنية التحتية ، وتتماشى مع الاتجاهات الحديثة في الثورة المعلوماتية بما يضمن تحقيق مبادئ الاستدامة لكل دول المنطقة.
أوضح، إننا لمسنا اهتمامًا بالغًا من الحكومة بدولة زامبيا والحكومات الأفريقية التي التقينا بها، على هامش فعاليات قمة الابتكار الأفريقي بالتعرف على حلول وتطبيقات وخبرات الشركات المصرية.