قام عدد من مسئولى المعلومات والأمن السيبرانى بالقطاع المصرفي بمناقشة أخر المستجدات في القطاع، وذلك خلال فعاليات معرض ومؤتمر أمن المعلومات والأمن السيبراني “CAISEC’22” ، والذي عقد على مدار يومي 13 و 14 يونيو الحالي، وذلك تحت عنوان “الأمن السيبراني في أوقات الأزمات” .
وعقد اللقاء تحت رعاية اتحاد بنوك مصر ، وبمشاركة ممثلين من البنك المركزي المصري والبنوك الحكومية والخاصة والأجنبية في مصر، حيث ناقش المشاركون الذين بلغ عددهم 45 قيادة مصرفية على مدار 4 ساعات عدد من المحاور والموضوعات التي تتعلق بطبيعة عمل المصارف، خاصة في ظل المجهودات المبذولة من جانب البنك المركزي .
وجاء الاجتماع في إطار تنفيذ الرؤية الاستراتيجية للبنك المركزي، والتي تهدف إلى المساعدة في تعزيز تأمين البنية التحتية، والتعامل والإبلاغ عن أية مخاطر سيبرانية قد تشكل تهديدًا للقطاع المالي.
يأتى ذلك فى الوقت الذى انضم في جزء من اللقاء بعض ممثلي الشركات المصرية والعالمية ، الذين يعتبرون من أفضل خبراء الهوية الرقمية وأمن المعلومات والأمن السيبراني في العالم ، للتقديم لأفضل وأحدث التقنيات، نظراً لأن القطاع المصرفي المصري يتفوق على معظم القطاعات المصرية، بل ويتفوق على قطاعات مصرفية كثيرة في العالم ، بسبب السياسات والأسرة التي وضعها المركزي المصري.
أسامة كمال، رئيس شركة ميركوري المنظمة لمعرض ومؤتمر CAISEC’22″”، قال أننا لمسنا إهتماماً كبيراً من جانب القيادات المصرفية للقاء شركات التكنولوجيا بصفة عامة ، وشركات الأمن المعلوماتي بشكل خاص، حيث جاء الإجتماع في ظل الظروف والمتغيرات التي يعيشها العالم من حروب سيبرانية وهجمات إلكترونية شديدة تسببت فى خسائر جمة، مشيراً إلى أن الإجتماع عُقد على مدار 4 ساعات كاملة ناقش فيها المصرفيون مع القيادات الأمنية من الشركات التوجهات العالمية والمحلية من منظور الأمن السيبراني، والإطلاع على التكنولوجيات الحديثة ، ووسائل التصدي للهجمات واتخاذ التدابير الإحترازية اللازمة .
أضاف، أن الحضور تناولوا في اجتماعهم المغلق بعيداً عن الشركات عدد من الموضوعات المتعلقة بتعزيز جاهزية المنظومة التأمينية في الجهاز المصرفي المصري ، وذلك من أجل الحفاظ على بيئة عمل وبنية تحتية تتمتع بأعلى درجات أمن وحماية البيانات والمعلومات تنفيذا لتوجيهات المركزي.
يذكرأن معرض ومؤتمر “أمن المعلومات والأمن السيبراني CAISEC’22″، عقد في نسخته الأولى خلال الفترة من 13و 14 يونيو الحالى، بمشاركة وحضور عدد من الوزراء ونواب البرلمان وممثلين من القطاعين العام والخاص ورجال المال والأعمال .
ميرنا عارف ، المدير العام لشركة مايكروسوفت مصر، قالت أن مصر شهدت خلال السنوات الأخيرة توجهاً غير مسبوق نحو التحول الرقمي، وبات التحول الرقمي ضمن أهم ركائز الدولة بما فيها من شركات تطمح لدفع النمو الاقتصادي وتحقيق الازدهار والاستدامة، مشيرة إلى أن مصر تعتبر ضمن الدول السبّاقة للتحول الرقمي ، حيث تسعى الحكومة إلى بناء اقتصاد معرفي ومجتمع رقمي يسهم في تحقيق غايات التنمية المستدامة ، ودفع عجلة التنمية وتحسين الخدمات مما يعزز ثقة المواطن ويعلي من قيم الحوكمة ، وذلك اتساقاً مع رؤية مصر 2030 وإستراتيجية مصر الرقمية.
أضافت، أنه في ظل جهود الدولة المصرية الرامية إلى تنفيذ مشروعات بناء مصر الرقمية وتطوير البنية التحتية للاتصالات، تبذل الحكومة المصرية جهوداً حثيثة في توفير بنية معلوماتية رقمية مؤَمنة حيث تولى اهتماماً كبيراً بتأمين البيانات وفقاً للإستراتيجية الرقمية للأمن السيبراني ، وذلك من خلال وضع منظومة فعالة لحماية أمن الفضاء السيبراني وبناء القدرات الوطنية المتخصصة في هذا المجال.
أوضحت، أن التهديدات المتزايدة للجرائم الإلكترونية ليست وليدة اللحظة، فقد كانت محل اهتمام ونقاش من قبل العديد من المسؤولين التنفيذيين في الشركات العالمية والمحلية، والذين لطالما طرحوا أهمية وضع إستراتيجية خاصة بالأمن السيبراني.
وخلال العامين الماضين كانت الجائحة سبباً رئيسيا للإسراع في اعتماد التقنيات الرقمية على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من أجل التغلب على التحديات المصاحبة للوباء، ولكن في نفس الوقت ساهم ذلك في ارتفاع معدل الثغرات الأمنية.
كما أنه مع توسع مستوى التهديدات المرتبط بهذه التطورات، تزداد كثافة وخطورة الهجمات السيبرانية ، وتشهد مصر حاليًا زخمًا في مجال أمن المعلومات والشبكات، متزامنًا مع الاهتمام الدولي بأمن المعلومات وسط تزايد الهجمات الأمنية على البنية التحتية والشبكات، وهذا جعل بعض المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي يضعا المخاطر السيبرانية في صدارة المخاطر النظامية التي تواجه النظام الاقتصادي العالمي، حيث يبلغ متوسط تكلفة اختراق البيانات الفردية في الشرق الأوسط حوالي 6 مليون دولار، وهو ثاني أعلى متوسط في العالم.
وفي هذا السياق، ليس من الغريب أن تتجه المؤسسات نحو تحسين أمن المعلومات الخاص بها ، وجعل ذلك أولوية قصوى على اختلاف أحجامها ومجالاتها، موضحة أننا أصبحنا نرى بوادر إيجابية كبيرة لما تنتهجه مؤسسات المنطقة فيما يتعلق بجعل الأمن السيبراني ضمن أولويات أجندة أعمالها .
وفى نفس الوقت ، يقع الأمن السيبراني على رأس أولوياتنا في مايكروسوفت، بدءاً من تأمين الشرائح الإلكترونية الصغيرة ووصولاً إلى تقنيات الحوسبة السحابية، حيث نسعى إلى توفير حلول أمنية شاملة ومتكاملة تجمع بين مزايا الأمان وتحقيق الامتثال وإمكانات الهوية والإدارة، وتساهم في تمكين عمليات الرصد التقني والاستخبارات الذكية عن التهديدات، كما تساهم في تعزيز العمليات التشغيلية بما يضمن دعم المؤسسات وتأمينها على نطاق واسع عبر برامج مايكروسوفت وأجهزتها وخدماتها المختلفة .
اضافت ، أن الشركة عالميا تستثمر أكثر من مليار دولار سنويًا في البحث والتطوير في مجال الأمن السيبراني، مع خطة لاستثمار 20 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لتطوير حلول الأمن السيبراني ورفع الكفاءات العلمية في هذا المجال، مشيرة إلى أن كل تلك المجهودات تسلط الضوء على أهمية المُضي قُدمًا وفقاً لإستراتيجية واضحة للأمن السيبرانى.
المهندس هشام العلايلى الرئيس التنفيذى السابق للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، قال إن العالم يشهد هجمة سيبرانية كل 11 ثانية، وبتكلفة 700 ألف دولار لإستعادة التعافى من تلك الهجمات، مطالباً بتبنى المسئولين لبرامج تنمية معرفة العاملين بالمجال مع عدم الاعتماد على مقدمى الخدمات الأجانب، حيث الأهمية القصوى للاعتماد فى ذلك على العناصر المحلية مع ضرورة الإمكانية الكاملة لصناعة برامج سايبر سيكيورتى لتفادي الاعتماد على البرامج الأجنبية.