الأحد , 24 نوفمبر 2024

حلقة مفرغة

كتب محمد النجار

 

 

تستمر الأمراض إذا تم علاج الأعراض ولم يتم علاج المرض جذرياً ، ثم إتخاذ إجراءات الوقاية عملاً بالمقولة الخالدة الوقاية خير من العلاج ، هذه المقولة تصلح أيضاً تماماً عند الحديث عن أمراض ومشاكل الإقتصاد المزمنة ، التي تزداد حدة بمرور الزمن كلما تأخر العلاج.

من المشاكل المزمنة التي عاني منها الإقتصاد المصري عجز الميزان التجاري ، وترهل الجهاز الإداري للدولة ، وخسائر الهيئات والمؤسسات ، وعدم وصول الدعم لمستحقيه بل بالأحري من الممكن أن نقول فوضي الدعم ، وكذلك الديون سواء داخلية أو خارجية.

ومن الواضح أن المشاكل تنقسم الي مشاكل مالية ونقدية ومشاكل هيكلية ، وتحركت الدولة بخطوات سريعة مؤخراً لحل المشاكل النقدية بتحرير سعر الصرف ، كما بدأت في التحرك في الملف المالي لزيادة العوائد الضريبية ، كما بدأت في تخفيض الدعم بشكل سريع جداً لأغلب السلع ، إلا أن المشاكل الهيكلية في الإقتصاد مازالت قائمة ، فمازلنا دولة تحقق عجز كبير في الميزان التجاري ، ومازالت مصروفات الدولة أكبر من إيرادتها بشكل كبير ، فعلي سبيل المثال يتوقع أن تتجاوز أقساط وفوائد الديون تريليون جنيه بينما مازالت الإيرادات أقل من تريليون ، وهذا يعني ضمنياً أنه لن يتبق من الإيرادات شيئاً للصرف علي الصحة والتعليم والمرافق الأساسية والأجور وخلافه ، وهو ما يعني أنه لاسبيل أمام الدولة في الأجل القصير إلا المزيد من الإقتراض ، إنها حلقة جهنمية لافكاك منها إلا بالعمل سريعاً علي إعادة النظر في كيفية زيادة الإنتاج والتصنيع وتطوير الزراعة لتقليل عجز الميزان التجاري .

ومن الضروري أيضاً حل مشاكل ترهل الجهاز الإداري للدولة وخفض الإنفاق ، وبشكل متزامن مع زيادة الإيرادات من السياحة والضرائب وسائر القطاعات الأخري، يبدو الوقت ضيقاً والضغوط متزايدة وليس أمامنا الا التحرك بشكل سريع قبل حدوث أي أزمات.

شاهد أيضاً

محمد النجار يكتب لـ بنوك اليوم : التضخم من جديد !

  ليس هناك عدو للإقتصاد ألد من التضخم ، ولذلك تضع البنوك المركزية في العالم …