السبت , 20 أبريل 2024

تزامنا مع لقاح كورونا.. «خفض الفائدة» ينعش البورصة المصرية !

كتب شيماء محمد

نجحت البورصة المصرية فى تسجيل تداولات تاريخية لم تحققها منذ عدة أشهر ، وذلك بدعم من مشتريات المؤسسات المصرية، والمستثمرين الأفراد الذين تأثروا بفاعلية بقرار البنك المركزى الصادر مؤخراً بشأن خفض الفائدة بنحو نصف نقطة ، بالإضافة إلى تأكيد الكثيرين أن سيناريو خفض الفائدة مازال مستمراً ولن يتوقف.

كشف عدد من خبراء البورصة وأسواق المال،أن آمال المستثمرين إرتفعت بشكل ملحوظ لزيادة إستثماراتهم فى البورصة، بالإضافة إلى توجه شريحة جديدة من المدخرين للإستثمار فى الأسهم عقب خفض الفائدة الأخير، ما ساهم فى إرتفاع مؤشرات البورصة الرئيسية وأسعار الأسهم ، ومن ثم إرتفاع قيم التدولات لقيم وأحجام غير مسبوقة .   

رانيا يعقوب رئيس شركة ثري واي لتداول الأوراق المالية، قالت أن ما يدعم الإتجاه الإيجابي للبورصة المصرية، هو إستمرار البنك المركزي المصري في سياسته نحو تخفيض أسعار الفائدة، وهو ما يدعم عودة السيولة مرة أخرى إلى السوق، وذلك في ظل سياسات التحفيز التي يتبناها البنك المركزي المصري مثل باقي دول العالم، والتي وفرت حزم تحفيزية لأسواقها في ظل الأزمة الحالية وتداعياتها.

كما أوصت، المستثمرين فى البورصة المصرية، بالتعامل بمبدأ سهمك هو مؤشرك، حيث قد تواجه بعض المؤشرات عمليات جني الأرباح، وهو لا يعني إنخفاض السوق، مشيرة إلى ضرورة أن يتجه المستثمرين الذين لا تتوافر لهم الخبرة الكافية أو الوقت لمتابعة إستثماراتهم في البورصة إلى صناديق الإستثمار، حيث توفر إدارة صناديق الاستثمار الخبرات اللازمة لتحقيق أقصى فائدة ممكنة من استثمارات الصندوق في مختلف الأوراق المالية أو أدوات الإستثمار.

أضافت، إن الإعلان عن التوصل للقاح فعال لفيروس كورونا المستجد- وهو خبر كان يترقبه العالم- تسبب في صعود أسواق المال العالمية والبورصة المصرية، مشيرة إلى أنه بعد تحول المستثمرين من الشراء في الملاذات الآمنة إلى الإستثمار في أسواق الأسهم، في ظل توقعات عودة النشاط الإقتصادي وتعافيه خلال الشهور القليلة المقبلة، ولذا إنخفضت أسعار الذهب وعاودت أسعار النفط الصعود مرة أخرى، مع توقعات بإرتفاع الطلب على الطاقة.

قالت، أن البورصة المصرية تأثرت إيجابياً بخبر التوصل للقاح لكورونا، حيث تحولت شهية المستثمرين إلى الشراء، ما أدى إلى صعود المؤشر الرئيسي متجاوزاً مستوى 11 ألف نقطة – وهي منطقة مقاومة هامة- كما صعد مؤشر إيجي إكس 70 بالقرب من منطقة 1992 نقطة مع عودة المؤسسات مرة أخرى إلى السوق، كما عادت السيولة إلى أغلب أسهم البورصة.

وفى نفس الوقت توقعت أن يحمل الربع الأخير من العام الحالى، زخم التفاؤل، وأن يتغير إتجاه سوق المال المصرية مثل باقي أسواق الأسهم العالمية إلى إتجاه صاعد، ويواجه المؤشر الرئيسي مستوى 11400 نقطة مستهدف على المدى المتوسط.

يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه مؤخراً ، شركة مودرنا الأمريكية عن نجاح لقاحها ضد فيروس كورونا بنسبة فاعلية بلغت 94.5 % ، مشيرة إلى إنتاج 20 مليون جرعة قبل نهاية عام 2020 الحالي.

إيهاب السعيد عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، قال إن الآثار الإيجابية لقرار خفض سعر الفائدة مع إعلان نجاح لقاح مودرنا ضد فيروس كورونا، كانت الدافع الرئيسى لتسجيل قيم تداولات تاريخية خلال الجلسات الأخيرة لسوق المال المصرية.

أضاف، أن قرار خفض سعر الفائدة المعلن مؤخراً من جانب لجنة السياسة النقدية التابعة للبنك المركزى، يعد إشارة نحو توجه البنك المركزى صوب سياسة توسعية وتيسير نقدى، ستسهل من عملية النمو الإقتصادى خلال الفترة المقبلة.

توقع سعيد ، أن تشهد الفترة المقبلة تدفق مزيد من الإستثمارات بصورة أكبر لسوق المال والقطاع العقاري، فى ظل علاقتهما العكسية بسعر الفائدة، فكلما تراجع سعر الفائدة إنتعشت السوق العقارية والبورصة، مشيراً إلى إتجاه مؤشر البورصة الرئيسى EGX30″” نحو مقاومة 11100 نقطة، مرجحًا قدرته على تخطيها وإستهداف مستويات 11500 نقطة.

هشام حسن مدير الإستثمار بشركة إتش دى لتداول الأوراق المالية، قال إن إعلان شركة مودرنا الأمريكية عن نجاح لقاحها ضد فيروس كورونا، تسبب فى إنتعاش آمال البورصة بشأن قرب القضاء على وباء كورونا المستجد ، موضحاً أن السوق نجحت فى ترجمة حالة التفاؤل فى إرتفاع قيم التداولات بشكل كبير، والإقتراب أكثر من تخطى مستوى 11100 نقطة، التى ظل المؤشر يدور حولها لفترة ليست قصيرة.

أضاف ، أنه يتوقع إتجاه المؤشر الرئيسى للسوق EGX30 لتخطى مستوى 11100 نقطة، والبدء فى إختبار مقاومة 11500 نقطة، التى فى حال تخطيها سيستهدف مستويات (12000، 12500 ) نقطة، مشيراً إلى  إن إرتفاع البورصة مؤخراً يأتى فى إطار التفاؤل والاستناد إلى الأخبار الإيجابية، دون أن يكون هناك شيء ملموس على أرض الواقع، ومن ثمَّ فإن عودة السوق للهبوط مرة أخرى واردة، محددًا شرطين لإستكمال الصعود، وهما استمرار الأخبار الإيجابية، وغياب نظيرتها السلبية .

عادل عبد الفتاح رئيس شركة ثمار لتداول الأوراق المالية،قال إن البورصة المصرية كانت تترقب قرار لجنة السياسات النقدية الخاص بالفائدة، مشيراً إلى أن قرار البنك المركزى بخفض الفائدة ساهم بشكل ملحوظ فى إنتعاش البورصة والأسهم، خاصة فى ظل معدلات التضخم المتدنية وإستقرار الأوضاع بدعم من هدوء وتيرة إصابات فيروس كورونا، إلى جانب أن معدلات الفائدة فى مصر تُعد الأعلى مقارنة بنظائرها من الدول الناشئة.

أضاف، أن قرار خفض الفائدة بنسبة 50 نقطة أساس الصادر مؤخراً من البنك المركزى لن يؤثر أبدًا على وضع المستثمرين الأجانب فى الإستثمار بأدوات الدخل الثابت، خاصة فى ظل إستقرار الأوضاع الداخلية مقارنة بالأسواق الأخرى.

أكد عبدالفتاح ، أن قرار خفض الفائدة ساهم فى دعم وضع البورصة المصرية، خاصة مع تعطشها لأى أخبار إيجابية، ما سيدفعها نحو 11500 نقطة ، بجانب البت فى سعر الغاز الطبيعي، الذى سيكون له مردود إيجابى لأسهم القطاع الصناعى .

باسم الشرقاوى خبير أسواق المال ، قال إن البورصة المصرية تتحرك حاليًا بشكل متذبذب حول مستويات 11000 نقطة، مرجحًا صعود المؤشرات الرئيسية للبورصة المصرية خلال الفترة المقبلة ،خاصة فى ظل سياسة خفض أسعار الفائدة التى يتبناها البنك المركزى المصرى .

قال، أن كل المعطيات بالسوق المحلية تدفع البنك المركزى لإجراء تخفيض متتالى لأسعار الفائدة، لافتًا إلى أن المعدلات الحالية للفائدة مازالت مرتفعة بين نظرائها فى الأسواق الناشئة، مشيراً إلى إن الأسهم الصناعية تترقب أيضًا قرار خفض أسعار الغاز، خاصة فى ظل الضغوط التى تتعرض لها الشركات جراء تأثيرات فيروس كورونا.

شاهد أيضاً

خبراء البورصة :« التمويل المستدام».. حجر الزاوية للإقتصاد الأخضر!

نظمت الهيئة العامة للرقابة المالية ممثلة في المركز الإقليمي للتمويل المستدام ، ومعهد التخطيط القومي، …