الخميس , 21 نوفمبر 2024

الشركات الناشئة ترفع شعار «الإبداع التكنولوجى» !!

كتب عمر الشاطر

 يبدو أن تشجيع الإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال ، وتهيئة البيئة المحفزة لنمو الشركات الناشئة ، ستكون عنوان المرحلة المقبلة، خاصة أنها أحد المحاور الرئيسية في إستراتيجية وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. جاء ذلك على هامش اللقاء الذى نظمته وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع عدد من الشركات الناشئة .

كان الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، إلتقى بمجموعة من مؤسسى الشركات الناشئة المتميزة العاملة فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛وذلك ضمن فعاليات النسخة الثانية من يوم الشركات الناشئة Startup Day .

يأتى اللقاء فى إطار حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على التواصل المباشر والفعال مع رواد الأعمال الشباب لمساعدتهم على تنمية أعمالهم ومناقشة المعوقات التي تواجههم، وتفعيل دور الشركات الناشئة فى منظومة التحول الرقمى.

حضر اللقاء كل من : المهندس عمرو محفوظ القائم بأعمال الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”، الدكتور حسام عثمان مستشار وزير الاتصالات للإبداع التكنولوجي وصناعة الإلكترونيات والتدريب، ونماذج من الشباب من مؤسسى الشركات الناشئة.

ودار نقاش مفتوح بين الوزير والشباب استمر على مدار ثلاث ساعات؛ أكد خلاله طلعت أن تشجيع الإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال وتهيئة البيئة المحفزة لنمو الشركات الناشئة هى أحد المحاور الرئيسية في استراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

عمرو طلعت ، قال إن مصر حققت نتائج إيجابية واعدة في هذا المجال، حيث حافظت خلال النصف الأول من العام الحالي على مركزها الأول في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في جذب أكبر عدد من الصفقات الاستثمارية في قطاع الشركات الناشئة، واحتلت المركز الثاني في حجم الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، مشيراً إلى إنه مازال أمامنا الكثير حيث نتطلع إلى المزيد من النجاحات لوضع مصر في مكانة أكبر بين دول العالم.

أشار إلي الجهود التي تبذلها وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمساعدة الشركات الناشئة على تحقيق نمو مستدام، ومن أبرزها توفير المهارات الرقمية ، وإعداد الكوادر التي تتطلبها الشركات الناشئة في مختلف المحافظات من خلال إطلاق مجموعة من المبادرات ، وفقاً لنهج هرمي يرتكز على قاعدة يتم خلالها إتاحة برامج تدريبية لا تحتاج لفترة زمنية طويلة من أجل بناء قاعدة واسعة من المهارات الرقمية؛ ثم برامج تدريبية لأعداد أقل وفترة أطول لكن في مزيد من التخصصات المتعمقة في مختلف المجالات التكنولوجية.

كما تطرق إلي أهم هذه المبادرات ومنها مبادرة “مستقبلنا.. رقمي” والتي تستهدف تدريب 100 ألف شاب في ثلاثة تخصصات، وهى علوم البيانات والتسويق الالكتروني،وتطوير المواقع لزيادة قدراتهم التنافسية في سوق العمل الحر، ومبادرة “500-500″، والتي تهدف إلى تدريب 500 شاب في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي خلال 9 أشهر، وكذلك مبادرة مع شركة هواوي العالمية لتدريب 10 ألاف شاب على مختلف مجالات الاتصالات من خلال معامل افتراضية في ظل ظروف الجائحة، كذلك التعاون مع كلية ايبيتا الفرنسية لتدريب 200 متدرب على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتأهيلهم ليكونوا قادرين على تدريب عدد من 1000 حتى 1500 متدرب.

كما تم إطلاق مبادرة “بُناة مصر الرقمية”، والتي سيبدأ تنفيذها في فبراير المقبل، وتهدف إلى تدريب آلف من خريجي كليات الهندسة وعلوم الحاسبات لمدة عام يحصل المتدرب بمقتضاها على درجة الماجستير في إحدى التخصصات المتعمقة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى حزمة من المهارات المتقدمة والضرورية لإدارة المشروعات.

أضاف ، أنه يتم تنفيذ مشروع لنشر مراكز إبداع مصر الرقمية في مقرات الجامعات في عدد من المحافظات لتوفير التدريب التقني للطلاب والشباب حديثي التخرج ومهارات العمل الجمعى وتنظيم الوقت، وغيرها من المهارات الإستراتيجية لسد الفجوة بين متطلبات سوق العمل وإحتياجات الشركات الناشئة من الكوادر ومخرجات العملية التعليمية الأكاديمية؛ حيث تم بدء العمل في خمسة أفرع في أول أكتوبر وسيتم تشغيل اثنين أخرين مع نهاية العام الحالي، كما سيتم البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من خلال تدشين مركزين أحدهما بجوار جامعة القاهرة والأخر بجوار جامعة عين شمس، وأربعة مراكز أخرى فى كل من بنها والإسكندرية ودمياط والزقازيق.

أشار إلى حرص الوزارة على أن يكون للشركات الناشئة نصيب محدد في مشروعات بناء مصر الرقمية، وذلك من خلال مبادرة “فرصتنا.. رقمية”، والتي ترتكز على قرار لإلزام جميع هيئات الوزارة بإتاحة نسبة 10% من كل المشروعات،وذلك لتنفيذها من خلال الشركات المتوسطة والصغيرة والناشئة المقيدة في قاعدة بيانات هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات.

ذكر أنه تم طرح أول حزمة تشمل 33 مشروع على منصة “فرصتنا.. رقمية”، لضمان الشفافية وإتاحة الفرص للشركات للتقديم على هذه المشروعات ، كما تم تقييم العروض المقدمة ودعوة الشركات التي شاركت في المبادرة للالتحاق بدورات تدريبية لتطوير قدراتهم في كيفية تقديم العروض الفنية.

كما أنه سيتم خلال أيام قليلة الإعلان عن فوز مجموعة من الشركات ثم إطلاق مجموعة أخرى من المشروعات والفرص؛ مؤكداً على أنه من المقرر إقامة معارض خارج مصر لتقديم الشركات الناشئة للأسواق الإقليمية والعالمية ، وتعزيز قدراتهم التنافسية على أن يتم تنفيذ النشاط مع نهاية جائحة كورونا.

أوضح أن استراتيجية الوزارة في التدريب تهدف الى بناء قاعدة واسعة من الكوادر الرقمية وإتاحة المناخ الحر للشباب المتدربين لاختيار سوق العمل المناسب لهم سواء داخل مصر أو خارجها دون الزامهم بالتقيد بسوق العمل المحلى؛ داعياً الشباب الى الاطلاع على المبادرات التي تطرحها الوزارة والمعلن عنها على مواقع الوزارة والجهات التابعة لها وابداء أرائهم حول البرامج التدريبية المطروحة ومدى تلبيتها لاحتياجاتهم.

ذكر أن الوزارة تعمل حالياً على انشاء “بنك المهارات”، والذي سيكون بمثابة قاعدة بيانات تتضمن كافة بيانات الشباب الحاصلين على تدريب متخصص في أحدى برامج الوزارة، بما يسمح لأصحاب العمل الاطلاع على هذه المهارات وإختيار المناسب منها لتعيينه في شركاتهم.

وخلال اللقاء إستعرض الشباب من مؤسسي الشركات الناشئة تجاربهم الريادية في تخصصات مختلفة في مجال تكنولوجيا المعلومات، كما تم تناول أهم التحديات والمعوقات التي تواجه نمو الشركات الناشئة ومقترحاتهم لحلها ، والتي كان من بينها تهيئة البيئة التشريعية، ودعم الوزارة لهم في إتاحة أماكن مجهزة بإنترنت سريع وبتكلفة مناسبة كمقرات عمل لهم.

كما طالب الشباب بأن تكون الوزارة حلقة وصل لهم مع عدد من الوزارات والهيئات لتمكينهم من تيسير أعمالهم، كما طالبوا بأن توفر لهم الوزارة مهارات شابة في تخصصات تكنولوجية متعمقة للعمل في شركاتهم، وكذلك المساعدة في حل المشكلات والمعوقات المتعلقة بإستيراد الإلكترونيات وأجهزة الاتصالات المستخدمة في حلول إنترنت الأشياء وغيرها، والعمل على إيجاد حلول لتيسير وتسريع إجراءات الإفراج الجمركي.

طالب عمرو طلعت،بحصر هذه المقترحات والمشكلات والمعوقات التي تم ذكرها خلال اللقاء، وتنظيم لقاءات دورية للمتابعة وتشكيل لجان متخصصة تضم خبراء قانونيين وقيادات هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات مع توجيه دعوة لممثل من الهيئة العامة للاستثمار للوصول الى حلول للتحديات التي تواجه الشركات الناشئة، بالإضافة الى عقد ورش بين الشباب رواد الأعمال وممثلي عدد من الجهات والوزارات الأخرى للرد على استفساراتهم، ومساعدتهم فى مواجهة التحديات في ضوء نشاط أعمال الشركات.

يذكر أن “يوم الشركات الناشئة”، يعد أحد الفعاليات الرائدة المخصصة للتواصل الفعال بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ورواد الأعمال المتميزين والاستماع لقصص نجاحهم ومشاركة خبراتهم وإلقاء الضوء على مشاريعهم الريادية الناجحة، والوصول بها إلى مرحلة التميز كشركات تكنولوجية ناشئة واعدة، ويعد هذا اللقاء هو الثاني من نوعه حيث تم عقد لقاء سابق في مارس 2019؛ وجه خلاله الدكتور عمرو طلعت بعقد هذا اللقاء بشكل دوري.

شاهد أيضاً

  طبقاً لتقرير مركز المعلومات ودعم إتخاذ القرار : الذكاء الإصطناعى يفرض قبضته الحديدية!

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، عدد جديد من نشرته الدورية “المستقبل بعيون …