الجمعة , 29 مارس 2024

الخريطة المصرفية !

كتب عبداللطيف رجب

 

 

تابعنا جميعاً بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة، التى إستضافتها بكل فخر وتحدى الدولة المصرية ، وأثبتت للجميع أن مصر تستطيع ، وأن الإرادة هى أساس النجاح فى أى مجال ، فطالما توافرت الإرادة فإن النجاح والتوفيق سيكون حليفك ، كل شىء كان جميل ومنسق طبقاً للكتاب ٍوالمواثيق الدولية فى عرف كرة القدم .

مرت البطولة بكل تفاصيلها الحلوة والمرة ، حيث شاهدنا خروج بعض المنتخبات القوية التى كانت مرشحة بقوة لحصد لقب البطولة وعلى رأس تلك المنتخبات كل من المنتخب المصرى صاحب الأرض والجمهور، وصاحب أكبر رقم فى الحصول على هذة البطولة برصيد 7  بطولات ، والمنتخب المغربى ، والكاميرون ، وغانا ، تلك المنتخبات التى إستندت على التاريخ ولم تعد العدة لهذا الحدث الرياضى الضخم ، ومن ثم كانت النتيجة أم خروجها من الدور الأول للبطولة ، أو تقديمها عروض ضعيفة لا ترتقى لقيمة وتاريخ تلك المنتخبات .

وفى نفس الوقت شاهدنا منتخبات كان تواجدها فى البطولة لأول مرة فى تاريخها ، وكان الجميع يردد أنها ستكون “حصالة” للنقاط لصالح المنتخبات الأخرى، وأن خروجها من الأدوار الأولى أمر طبيعى ، ولكن أثبتت تلك المنتخبات عكس ذلك ولعل أبرزها كل من منتخبى مدغشقر ونامبيا ، اللذان أثبتا للجميع أن الإرادة والعمل هما أساس النجاح ، وعدم الإرتكان للتاريخ والماضى .

وهنا لنا كلمة .. أنتبهوا أيها السادة.. فالقطاع المصرفى ليس بعيداً عن بطولة كأس الأمم الأفريقية ، فالواقع العملى يؤكد أن هناك كيانات مصرفية كانت ضعيفة فى أوقات سابقة ، ولكنها فى طريقها لكى تصبح أحد المنافسين بقوة داخل السوق المصرفية لكل الكيانات البنكية الكبيرة ، وذلك يرجع لكلمة السر وهى أن تلك البنوك بدأت تشتغل على نفسها بقوة ، عن طريق تحديد أهدف محددة أمامها لديها القدرة على تحقيقها ، وعندما تنتهى من هدف تلتفت إلى هدف أخر وهكذا .

لم يعد التاريخ أيها السادة يحدد البطل، ولكن العمل والإرادة هما الأساس لكى تكون ناجحاً ومنافساً بقوة داخل قطاع ومجال عملك، ولهذا أقول بالفم المليان أنتظروا تغيراً فى الخريطة المصرفية المصرية ، فى ظل وجود كيانات مصرفية مازالت ترتكن على تاريخها فقط ، وكيانات أخرى تعرف كيف تستثمر إمكانياتها لكى تصل إلى أهدافها.

شاهد أيضاً

عبداللطيف رجب يكتب :«2024» .. والإلتزامات المالية !

على مدار أكثر من سنة ونصف .. تواجه الحكومة المصرية ضغوطاً بشأن قدرتها على توفير …