السبت , 20 أبريل 2024

«البورصة المصرية» ترقص على أنقاض كورونا فى «2020»

كتب شيماء محمد

يبدو أن مؤشرات البورصة المصرية كانت على موعد مع الإرتفاع والصعود الملحوظ خلال العام 2020 الذى لم يتبق فيه سوى أيام معدودة ،حيث شرعت مؤشراتها الرئيسية فى تحقيق إرتفاعات غير مسبوقة من قبل ، وذلك على الرغم من ظهور فيروس كورونا الذى أصاب كافة الاسواق بالشلل، ونجحت البورصة المصرية بشهادة كافة المحلليين من العوم ضد التيار .
وفى الوقت نفسه قلل عدد من خبراء البورصة وأسواق المال من تأثير الموجة الثانية لفيروس كورونا – وذلك فى حال وقوعها – على أداء ومؤشرات البورصات العربية وعلى رأسها البورصة المصرية ، مؤكدين على ضرورة التقليل من معدلات الإقتراض بهدف الشراء والمعروف بـ “المارجن”.
أضافوا ، أنه يجب على المستثمرين الإبتعاد عن الأسهم الهشة التي يغلب عليها الطابع المضاربى في الوقت الحالي، حتى وإن كان هناك تسارع فى صعودها نتيجة الإهتمام بإقتنائها ، مشددين على أهمية الإتجاه إلى الأسهم القوية مالياً ،والتي مازالت تتداول تحت قيمها العادلة.

محمد عبدالهادي المدير العام لدى شركة وثيقة لتداول الأوراق المالية ، يرى أن الأسواق قد تشهد حالة من حالات الاستقرار المائل للصعود، خاصة بعد إكتشاف لقاح التطعيم ضد فيروس كورونا ، والذى بدأت الدول المختلفة فى تصنيعه مؤخراً، ولكن فى نفس الوقت لابد من إتخاذ نفس الإجراءات الإحترازية للوقاية من المرض.

أضاف، أنه يجب في حالة الإستثمار بالبورصات في الوقت الحالي ، إتخاذ إجراءات تقليل معدلات الإقتراض بهدف الشراء أو ما يسمي بـ “المارجن” ، والإحتفاظ بنسب سيوله في المحافظ الإستثمارية ، وذلك لإنتهاز فرص الشراء في الإنخفاضات، ومحاولة الشراء في الشركات التي تحقق ربحية من النشاط الخاص والمستفيدة من إنتشار وباء كورونا مثل شركات “الأدوية و الأغذية والدفع الإلكتروني”.

أشار، إلى أن العالم يحاول أن يخرج من الركود التضخمي، ولذلك قام بفتح الإقتصاد وبالتالي علي آثارها إرتفعت أغلب البورصات في العالم والبورصات العربية، ولذلك فإن البورصات في الموجة الثانية وإن حدثت بالفعل سوف تتأثر ،ولكن مده التأثير ليست مثل الذروة الأولي خاصة بعد توصل الدول الكبرى لإكتشاف علاج لوباء كورونا مؤخراً، وبالتالي التأثير موجود وحتمي ولكن مده التأثير لن يكون مثل الموجه الأولي.

محمد جاب الله رئيس قطاع تنمية الأعمال والاستراتيجيات بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية ، قال أنه على الرغم من أن البورصة المصرية منفصلة عن أداء المؤشرات الأمريكية بصورة علمية ، إلا إننا مرتبطين إرتباط نفسي بأدائها نظراً لضعف السوق لدينا إلى حد كبير.

أضاف، أن البورصة لم تظهر إلى الآن بوادر تصحيح عنيف متوسط الآجل، إلا أنه نتيجة لهبوط الأسواق العالمية قد نواجه بعض الضغوط البيعية ، متوقعاً أن لا يتخلى المؤشر العام عن مستويات 11000 أو على أقصى تقدير 10800 نقطة ، ثم سنشهد الارتداد وبقوة نتيجة أن الأسهم القيادية سبقت في الهبوط مؤشرات البورصة الأمريكية، وأقتربت من مستويات التشبع البيعى بالفعل، وبناءاً عليه يكون أي هبوط قادم هو مدعاة لزيادة المراكز المالية ،خاصة لمستثمري متوسط الأجل.

طالب جاب الله ، المستثمرين بالإبتعاد عن الأسهم الهشة التي يغلب عليها الطابع المضاربى في الوقت الحالي، حتى وإن كان هناك تسارع فى صعودها نتيجة الإهتمام بإقتنائها ، والإتجاه إلى الأسهم القوية مالياً، والتي تتداول بالفعل أقل من قيمها العادلة.

الدكتور رضوان عبدالخالق بكلية السياسة والإقتصاد ، قال إن تكهنات الموجة الثانية لكورونا ستنعكس على أداء البورصات بالتأكيد، حيث سيكون هناك حالة من الترقب عن الحالة التي سيكون عليها الموجة الثانية، متوقعاً تذبذب أداء البورصات وسيطرة الأداء العرضي على معظم مؤشراتها، خاصة في ظل التداعيات الحالية لإنتشار الفيروس ،وفعاليات اللقاحات التي تم اكتشافها مؤخراً.

أضاف،أنه يتعين على المستثمرين الحذر تجاه أداء مؤشرات الأسهم ، وعدم الانسياق وراء الأسهم المضاربة تجنباً لتحقيق خسائر، حيث سيحاول البعض المضاربة على بعض الأسهم، والبيع عند مستويات سعريه محددة لتحقيق أرباح علي حساب بقية السوق ولا سيما صغار المستثمرين.

محمد حسن العضو المنتدب لشركة ميداف لإدارة الأصول ، أكد إن الموجه الثانية من كورونا التي يتكهن البعض في وقوعها بالفترة الحالية لن تكون بنفس قوة الموجة الأولى، خاصة أن ظهور عقار جديد لعلاج الكورونا سيخفف من حدة الموقف، بالإضافة إلى الإجراءات الاحترازية التي إتخذتها الحكومات لإنقاذ الاقتصاديات ، والتى خففت كثيراً من حدة الموقف في الوقت الحالي.

أضاف: لذلك نرى أن الأسواق على إستعداد لعودة الحياة إلى طبيعتها وعودة الاستثمارات مرة أخرى، ومن ثم قد نرى ظهور مستثمرين من المؤسسات بشكل أقوى مقارنة بالوقت الماضي، لافتاً إلى أن هذا دليل على إن حركة السوق في الفترة القادمة ستكون أفضل، لذا على المستثمرين طويل ومتوسط الأجل الشراء عند الإنخفاضات بشكل قوى ، وعلى المستثمرين قصير الأجل التداول بين مستويات الدعم والمقاومة.

محمد كمال المدير التنفيذى لشركة الرواد لتداول الأوراق المالية، قال أنه من الممكن أن تتأثر الأسواق بالموجة الثانية طبقا لشدتها، بمعني أنها لو أشد من الموجه الأولي ومع أخذ الإجراءات الاحترازية السابقة بالتقيد سيوجد تضرر أكبر للاقتصاد والأسواق، إما إذا كانت تأثرها أخف حدة وهو ما نتوقعه فمن الممكن إن تكون تأثيرها علي الأسواق تأثير ضعيف.

عادل سعد الدين خبير أسواق المال ، قال إن الأسواق تمر بحالة من الترقب لما يتداول عن موجة ثانية من كورونا، مشيراً إلى أن مايحدث ببعض بورصات الشرق الأوسط هو عملية تدوير للسيولة وليس ضخ سيولة جديدة فعلياً، وذلك وسط اتجاه أسعار النفط للهبوط.

أضاف، أن مؤشرات بورصتي السعودية ومصر يواجهان مناطق حساسة وهامة لتحديد مسارهم في الشهر الجديد، موضحاً أن التركيز بالبورصة المصرية والتي شهدت إنتعاشة قوية خلال الفترة الماضية سيكون على إقتناص أسهم المضاربة، خاصة أسهم قطاع الغزل والنسيج والذي يحمل فرص واعدة ، بالإضافة إلى أسهم الدفع الإلكتروني .

توقعت حنان رمسيس خبيرة سوق المال بشركة الحرية لتداول الأوراق المالية ، عدم تأثر الأسواق بالموجة الثانية من كورونا لعدة أسباب، منها أساليب التعايش التي إتخذتها الدول مع كورونا ، مثل فتح الإقتصاديات وعودة الأنشطة سواء طيران، شحن، وتبادل تجاري ، سياحة،مؤتمرات ، لقاءات سياسية وإقتصادية.

أضافت ، أن من ضمن الأسباب بدء التطعيم بالدواء الجديد لعلاج كورونا،حيث يوجد أربع أطلقت أمصال للعلاج والتطعيم من فيروس كورونا ،وهذا من شأنه إعطاء نظرة أكثر تفاؤل بالقدرة السريعة علي احتواء كورونا، فضلاً عن بدء تسجيل معدلات إصابة قليلة ومعدلات تعافي عالية.

أوضحت، أن من الأسباب أيضاً إستبعاد الغلق التام أو حتى الجزئي للاقتصاديات، وذلك للخوف من حجم المعاناة والخسائر التي حلت بإقتصاديات الدول جراء الغلق ، مشيرة إلى أن إستيعاب الخسائر إستنفاذ من رصيد احتياطي النقد لدي الدول.

بالإضافة إلى أن الأسواق بعد ظهور النتائج الفصلية وتسجيل الشركات نتائج بخسائر أقل من المتوقع أو علي الجانب الآخر محققة مكاسب لقطاعات كالتجزئة ، وقطاع المواد الأساسية ،وقطاع الخدمات المالية غير المصرفية.

أضافت، أن العديد من الأسواق عدلت من القوانين للسماح للاستثمارات الأجنبية علي الإستحواذ علي حصص أعلي من الاستثمارات، ليس فقط في البورصات بل في أسواق الدين ،وتطورت العديد من الشركات المقيدة في المؤشرات من أدائها لدعم نشاطها واستكمال دورة حياتها، وذلك من خلال اندماجات واستحواذات ، واجتذاب خبرات ودماء جديدة وإدارين جدد.

أكدت أن كل تلك الإجراءات كانت لن تتم إلا في ظل حالة من التفاؤل الحذر ،وساهم في ارتفاع نسبة التفاؤل وارتفاع شهية الاستثمار علي فئات المتعاملين التي عادت لهم حالة الهدوء في المنطقة، مشيرة إلى أن الاستقرار يعني استثمار وضخ سيولة جيدة تدعم الأداء المالي والفني الجيد المؤشرات.

أحمد عبدالخالق رئيس قسم التحليل الفنى بأحد شركات الأوراق المالية، قالت أنه قد يكون هناك تأثير فعلي لتك الموجة الثانية المتكهن بها في حال إذا بدأت أرقام الإصابات في الزيادة، أو بدأت الاقتصاديات في الإغلاق مرة أخرى ولو جزئياً، إما غير ذلك فإن الأسواق تتحرك في اتجاهات صاعدة ولا قلق من وجود عمليات تصحيح.

أكد، أنه حتى الآن يوجد عزم وقوى شرائية في معظم الأسواق المالية العالمية والمحلية ، وذلك على الرغم من وجود بعض التصحيحات، وعمليات جني الأرباح إلا إن سريعاً ما تعاود تلك الأسواق الإرتفاع.

شاهد أيضاً

خبراء البورصة :« التمويل المستدام».. حجر الزاوية للإقتصاد الأخضر!

نظمت الهيئة العامة للرقابة المالية ممثلة في المركز الإقليمي للتمويل المستدام ، ومعهد التخطيط القومي، …