نجح ترامب في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية ، وهو الأمر الذي أعتبره البعض مفاجأة نظراً للقضايا المرفوعة ضده والهجوم الإعلامي عليه واتهامه بالتعاطف مع بوتين ، وبعد نجاح ترامب وتوليه منصب الرئيس الأمريكي في يناير القادم يبدو أن العالم سيشهد اشتداد الصراعات الإقتصادية في مقابل هدوء متوقع في الصراعات العسكرية ، فمن الواضح من فترته الرئاسية الأولي أن توجهات ترامب تنحاز للمنافع الإقتصادية والضغوط السياسية بدون تدخلات عسكرية مباشرة ، ولا ننسي سحبه للقوات الأمريكية من العراق ومحاولاته فتح جبهات للتواصل مع إيران وكوريا الشمالية ، وكذلك تصريحاته حول الصراع الروسي الأوكراني التي رأي البعض فيها انحيازاً للجانب الروسي .
ومن الواضح أن سياسات ترامب الإقتصادية ستميل لدعم أسواق المال والدولار الأمريكي والعملات المشفرة ، حيث تحركت الأسواق صعوداً بعد إعلان فوزه كما حقق البيتكوين مستوي تاريخي غير مسبوق ، وصعد مؤشر الدولار علي الرغم من خفض أسعار الفائدة في جلسة استثنائية للفيدرالي الأمريكي، وذلك بعد نجاح ترامب مباشرة ، وكان ترامب قد طالب في أكثر من مرة بضرورة خفض أسعار الفائدة الأمريكية ، وإنخفضت أسعار البترول بعد تصريحات لترامب بضرورة خفض أسعاره.
غير أن ملف الصراع التجاري مع الصين يبدو أنه سيكون الملف الأهم أمام ترامب مع مطالبته بضرورة زيادة التعريفة الجمركية علي الواردات الصينية ، وهو ما سيؤدي لإشتعال الحرب التجارية بين البلدين مجدداً ، حيث أن أي خطوات حمائية أمريكية ستقابلها خطوات صينية مضادة ، وهو أمر له أهمية كبري بالنسبة للشركات الأمريكية التي تري أن السوق الصيني من أهم الأسواق العالمية لمنتجاتها، ويري البعض داخل أمريكا أن الإجراءات الحمائية التي طالب بها ترامب من شأنها زيادة معدلات التضخم داخل أمريكا وتصدير التضخم لأغلب دول العالم .
وفي كل الأحوال التوقعات تشير إلي أن ترامب ينحاز للصراعات الإقتصادية ، ومع الابتعاد عن الصراعات العسكرية ، ومع جني الأرباح تحت وطأة التهديدات وبدون تدخل مباشر.