السبت , 27 يوليو 2024

«إنتفاضة البورصة» .. بين الحقيقة والخيال !

كتب شيماء محمد

سيطرت حالة من القلق والخوف على مستثمرى البورصة ، بدأت منذ النصف الثانى من شهر مارس الماضى وحتى شهر أبريل الحالى، نظراً لحالة التراجع والهبوط المستمر التى فرضت نفسها على الجلسات ، خاصة فى ظل غياب أية عوامل سلبية من شأنها التأثير  على مؤشرات البورصة الرئيسية بهذا الشكل غير المبرر من قبل المتعاملين مع السوق.

عدد من خبراء البورصة أكدوا أن السوق سوف يستعيد عافيته خلال الفترة المقبلة ، خاصة فى ظل الأداء الجيد للإقتصاد المصرى والشركات فى نفس الوقت ، مؤكدين أن الأسهم سوف تسعيد مستوياتها بشكل سريع ، ولن تستغرق وقتاً طويلاً لكى تعود إلى أسعارها السابقة . 

 

إيهاب سعيد خبير أسواق المال،قال إن مؤشرات البورصة المصرية شهدت أداء عرضي مائل للهبوط خلال جلسات شهرى مارس وأبريل ، متأثرةً بعمليات جني الأرباح خاصة على مؤشر إيجي إكس 70، والذي حقق ارتفاعات قياسية خلال الفترة الماضية، ولذا كان من الطبيعي أن يشهد عمليات جني للمكاسب قبل أن يتماسك ليعاود الصعود مرة أخرى، والأمر نفسه لمؤشر إيجي إكس 30 والذي شهد أداء عرضي مائل للتراجع .

توقع ، أن تشهد مؤشرات البورصة المصرية محاولة الصعود مرة أخرى خلال الأسابيع المقبلة، مشيراً إلى أن تأثير المارجن طبيعي مع أي تراجع أن تتأثر البورصة بعمليات “مارجن”، ولذا ينصح المتعاملين بعدم الشراء بالهامش في الوقت الذي تتراجع فيه البورصة، أو الدخول في وقت صعود البورصة لمستويات قمة، وهو ما يؤدي إلى خسارة مضاعفة حال هبوط المؤشر، كما ينصح المتعاملين بتفضيل الاستثمار بأمواله وعدم الإقتراض لشراء الأسهم.

محمد كمال خبير أسواق المال، أكد أن جني الأرباح يعد سبب رئيسي وراء هبوط مؤشرات البورصة المصرية، موضحًا أنه من الطبيعي مع الصعود المستمر لمؤشر إيجي إكس 70 أن يتجه لعمليات جني أرباح بعد قرابة عام من الإرتفاع، وتزامنت مع تخارج الأجانب من سوق الأسهم وزيادة استثماراتهم في سوق السندات، وفي الوقت نفسه عظمت عمليات “مارجن” من الخسائر بسبب تعامل العديد من المستثمرين بالشراء بالهامش.

أضاف، أنه على الرغم من أهمية نظام المارجن في تعزيز السيولة بسوق الأسهم، إلا أنها تمثل خطورة بسبب زيادة تعاملات المستثمرين بالمارجن مقارنة بتعاملهم بأموالهم.

رانيا يعقوب خبيرة أسواق المال، قالت إن عمليات جني الأرباح التي شهدتها البورصة المصرية خلال الفترة الماضية، طبيعية بعد الصعود الكبير لمؤشرات البورصة، إلا أن تزامنها مع عمليات تصحيح في الأسواق العالمية أثر على شهية المستثمرين، ولذا ظهرت عمليات بيع مكثفة خلال الفترة الأخيرة، خاصة على مؤشر إيجي إكس 70، والذي يسيطر عليه تعاملات الأفراد الذين يميلون إلى العشوائية والتحركات السريعة، ولذا جاءت عمليات جني الأرباح متسارعة.

أضافت ، أن عمليات جني الأرباح أثرت على إغلاق مراكز هامشية لعدد كبير من المستثمرين، خاصةً وأن نسبة نظام المارجن مرتفعة جداً بسوق المال المصرية، وهو ما أدى إلى زيادة ضغوط بيعية على عدد كبير من الأسهم في حين اتجهت الأسهم القيادية للهبوط نتيجة إغلاق مراكز هامشية وليس جني أرباح، لأن مؤشر إيجي إكس 30 لم يحقق هوامش ربحية التي حققها إيجي إكس 70، إلا أنه هبوط جاء مرتبطًا بنظام المارجن.

أكدت ، أن قرار تنظيم تجزئة القيمة الاسمية للأسهم لم يؤثر على أداء البورصة المصرية كما يعتقد البعض، مرجعة سبب تراجع سوق المال إلى عاملين؛ الأول توقع بعض المتعاملين تأثر البورصة المصرية سلبًا بالتحقيق مع مجلس إدارة إحدى الشركات التي سربت جزء من قرارات الجمعية العامة، واستفاد منها بعض المتعاملين، رغم أنه من المفترض أن يؤثر هذا القرار إيجابيًا على أداء البورصة، لأنه يثبت قوة الجهة الرقابية في ضبط سلامة واستقرار التعاملات، العامل الثاني وهو أن سوق المال كان مهيئ لعمليات جني الأرباح بعد صعود مؤشر إيجي إكس 70 لمستويات تاريخية، كما كان محملاً بالعديد من عمليات “المارجن”، والتي ضغطت على عمليات البيع بكثافة خاصة أسهم المضاربات.

عمرو الألفى رئيس قسم البحوث بشركة برايم لتداول الأوراق المالية، قال إن القطاعات الدفاعية تعد هى الأنسب للاستثمار حاليًا، مثل شركات الأدوية والمستشفيات والخمات التعليمية وبعض البنوك،موضحاً أن قطاع البنوك معظم أسهمه أدنى من قيمها الحقيقية، خاصة أن عمليات الاندماج والاستحواذ ستعيد البريق لهذا القطاع.

أضاف، أن هناك أسهم بنوك مثل بنك قناة السويس، بنك تنمية الصادرات، بالإضافة إلى بنك البركة ، قد تكون مناسبة للإستثمار فى الوقت الحالى، مشيراً إلى أن الاستثمار فى هذه الأسهم سيكون متوسط وطويل الأجل نظرًا لحجم العمليات التى تنتظرها فى الفترة المقبلة.

أكد أن قطاع الأدوية كان محط أنظار المستثمرين منذ بداية أزمة كورونا، حيث يمثل عبر 9 أسهم نحو من %2 من إجمالى رأس المال السوقى، ويتصف بندرة سيولة التداول به.

أوضح ، أن أداء بعض شركات الأدوية أفضل من أداء مؤشر السوق الرئيسى بفارق ضخم، منهم القاهرة للأدوية والصناعات الكيماوية التى حقق أداؤها نموًا خلال الشهور الثلاثة الأخيرة أكبر من %32 والإسكندرية للأدوية والصناعات الكيماوية %23 وجلاكسو سميثكلاين بنسبة تجاوزت %22، مقارنة مع ارتفاع أقل بالنسبة لمؤشر السوق المصرى بلغ %8.7.

رضوى السويفى مدير قطاع البحوث بشركة فاروس لتداول الأوراق المالية، قالت إن هناك أسهم عديدة بالبورصة المصرية تعتبر بمثابة فرصة قوية ، خاصة وأنها تتداول بمعدل أقل من قيمتها العادلة، موضحة أنها بالأساس أسهم مؤسسية.

أوضحت، أن هناك بعض الأسهم فيها فرصة استثمارية فى ظل الظروف الراهنة، وهى تضم اسهم شركات جهينة للصناعات الغذائية، الشرقية للدخان، كريدى أجريكول- مصر، بالإضافة إلى سهم البنك التجارى الدولى ،القابضة الكويتية، أوراسكوم للتنمية مصر، أوراسكوم للإنشاءات.

قالت، أنه فى حالة إتخاذ خطوة بشأن تحريك أسعار الطاقة سيختلف المستفيدين على حسب قيمة الخفض، ونوع الصناعة، موضحة أن أبرز المرشحين للاستفادة فى حال إتمام تلك الخطوة أسهم السيراميك والحديد والأسمدة النتروجينية، مرشحة بعض الأسهم التى ترى أنها من الممكن أن تستفيد من القرار حال تطبيقه، مثل أسهم حديد عز، العز الدخيلة، القابضة الكويتية، بالإضافة إلى سيدى كرير.

إبراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفنى بشركة نعيم لتداول الأوراق المالية،قال إن الأسواق لا تستطيع الهروب من الأحداث السلبية من وقت لآخر، حيث كل فترة يلوح فى الأفق شئ ما يؤثر على الأسواق بالسلب، موضحاً أن استجابة الأسواق تتمثل فى أن قطاع أو سهم أو مجموعة أسهم أو أصل أو مجموعة أصول تسير فى اتجاه عكس التأثير السلبى الموجود، وتستطيع الاستقرار وتحقيق مكاسب.

أشار إلى أن ذلك لا ينطبق على كل الحالات ولا كل الأزمات، موضحاً أنه فى عام 2008 وقت الأزمة الاقتصادية العالمية لم يستطع أحد أن يسير فى اتجاه عكس السوق بما فى ذلك الذهب، بينما شهد الكل تراجعاً كالثقب الأسود الذى لا يستطيع أحد الإفلات من جاذبيته.

أضاف، أن أزمة كورونا الحالية، شهدت إجراءات لكبح جماح عدد الإصابات ليستطيع القطاع الطبى تحمل عدد المصابين والتعامل معهم، والذى أدى إلى إجراءات العزل المنزلى، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات خلقت احتياجات ضرورية للأشخاص مثل الحاجة للترفيه فأدى لانتعاش شركة نتفلكس، والحاجة للعمل من المنازل والذى ساعد شركة زووم على تحقيق نجاح.

أوضح ، إن سهم فورى استفاد بشكل مباشر من الأزمة، وانعكست الأزمة إيجابيًا على سعر السهم أكثر من الشركة، بالإضافة إلى سهم مصر لصناعة الكيماويات، قد تكون الشركة الوحيدة المدرجة فى السوق التى تنتج “الكلور”، واستفادت بشكل كبير للحاجة الملحة للتعقيم واستخدام الكلور حيث صعد السهم لأكثر من ضعفين.

كما ذكر أن المرور بالأزمات لها وجهين، وجه سلبى ووجه إيجابى، موضحاً أن أزمة كورونا جاءت وهبطت بالسوق المصرى هبوط عنيف فى وقت قصير محت به صعود 3-4 سنوات سابقة، ولكن استطاع السوق التعافى مرة أخرى.

 

شاهد أيضاً

بعد التفكير فى طرحها .. السندات الزرقاء البوابة الرئيسية للتمويل المستدام !

  يبدو أن التفكير في طرح سندات مالية خضراء مع الهيئات المالية الدولية لتحقيق تمويل …